أ د أحمد بقار جامعة ورقلة / الجزائر
لقد اطلع حمادي على عيون الشعر العربي الأصيل ، و كأي شاعر مقتدر متمكن امتلك ناصية الشعر بدأ كتابة الشعر بالطريقة العمودية التقليدية ، فمجموعته الشعرية الأولى (الهجرة إلى مدن الجنوب) 1982 بقصائدها الثمانية و العشرين كانت عمودية إلا واحدة وهي الأخيرة التي عنونها ب(الوتر الجديد) وهي نص له حظ من عنوانه ؛ حيث جاءت إيقاعاته وفق الشعر الجديد ( الحر ) ، و المجموعة الشعرية الثانية ( تحزب العشق يا ليلى ) بقصائده الست عشرة جاءت عمودية كلها إلا اثنتان ( أغنية قابلة للتلحين ) و ( تأشيرة خروج إلى قصائد غجرية ) ، و هذه الأخيرة التي جعلها تمهيدا لمجموعته الثالثة التي دخل بها عالم قصيدة النثر من بابها الواسع . إلى أن خرج علينا بمجموعته الأخيرة ( البرزخ و السكين ) التي أبى إلا أن يجمع فيها بين النوعين معا العمودي و الحر في شكل يكاد يكون متوازنا ، في حين نلاحظ أن شعراء الشعر الحر في الأغلب الأعم يبدؤون الانفلات من إسار الطراز العمودي بطريقة تصاعدية ، بعد أن كانوا قد بدأوا بالعمودي إلى أن يفضي بهم هذا التصاعد في النهاية إلى الالتزام بالشعر الجديد ، إلا أن الأمر يختلف مع الشاعر حمادي و الجدول التالي يوضح العدد و نسب الشعر العمودي و الشعر الحر في المجموعات الشعرية .
المجموعة الشعرية | القصائد العمودية | القصائد الحرة | المجموع |
الهجرة إلى مدن الجنوب | 27 | 01 | 28 |
تحزب العشق يا ليلى | 14 | 02 | 16 |
قصائد غجرية | 00 | 25 | 25 |
البرزخ و السكين | 08 | 05 | 13 |
المجموع | 49 | 33 | 82 |
النسبة المؤية | 59.75 % | 40.24% | / |
بقراءة الجدول نجد أن الشاعر لم يستطع التملص أو الانفكاك من طوق القصيدة العمودية ، و الذي يقف عند المجموعة الشعرية الثالثة يعتقد أن الشاعر قد خرج بلبوس الشعر الجديد و انتهى إليه ، و لكن مجموعته الأخيرة تعكس زاوية الرؤية ؛ لأن قصائده العمودية فاقت قصائد التفعيلة من حيث الكم عددا أو من حيث طول النصوص كذلك ، و الملاحظ أن القصائد العمودية عنده تتوفر على خصائص الشعر القديم من وزن و قافية و تصريع إضافة إلى قيامها على نظام الشطرين ، فالمجموعات الشعرية التي تشكل ديوان حمادي كاملا تحوي اثنين و أربعين تصريعا . أما الباقي فغير مصرع .