ذ. سعاد السبع / أكادير / المغرب
من الملفت للإنتباه هذه الأيام ان جل المنابر الإعلامية و مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها تتداول اسم العالم المغربي الذي يترأس لجنة البحث العلمي بأمريكا سعيا لإيجاد لقاح لفيروس كورونا و المدعى : ” منصف محمد السلاوي “
كلنا نشيد بهذه القامة العلمية المغربية التي وصلت للعالمية.
لكن ما يرفضه المنطق ان هذا المغربي الذي قامت له الدنيا و لم تقعد و الكل يخوض في سيرته و مشواره العلمي، لم يعرفه المغرب من قبل، درس البيولوجيا ببلجيكا و انتقل إلى أمريكا و أكمل بها دراسته و اشتغل بمؤسسة حمد بن خليفة و هناك أبان عن قدراته و مؤهلاته العالية في الإختراع بإحدى مختبرات صناعة الأدوية التابعة للمؤسسة.
لم يدرس البروفيسور السلاوي بالجامعة المغربية و لم تقدم له بلده اي دعم للبحث العلمي و لم يستدعى يوما لحضور إحدى المحافل العلمية بالمغرب و لا ليستفاد من خبرته و علمه كمحاضر، لم تتحدث عنه يوما المنابر الإعلامية لا ضيفا و لا محاورا، لم يتلق يوما وساما من الأوسمة التي تعطى للتافهين و التافهات بوطننا.
و للأسف هذا حال العديد من الأدمغة التي كان مصيرها الهجرة لانها وجدت الابواب موصدة في وجهها ، تفرض عليهم ضريبة البحث العلمي، لا مختبرات و لا إمكانيات، لا تشجيع و لا تحفيز، فلا مكان للمتفوقين و المتميزين ببلدنا للاسف، لهذا يفضلون البحث عن آمال خارج الوطن لتحقيق أحلامهم العلمية و الفكرية و الثقافية و الإنسانية… لان بلدهم لا يسع العلماء و الباحثين و الخبراء، بل يحتضن و يوسًم التفاهة لا غير ، لا تجد الطاقات العلمية و الفكرية و الأدمغة مكانا في وطنها فتضطر للهجرة، للإبتعاد، للمغادرة، للإنسحاب….بعيدا عن بلد لا يعطي الفرص لأبنائه و يحتفل بالإنتهازيين و الوصوليين الذين يتسللون على ظهور الركب و يركبون الموجات ليصلوا للأعالي.
فكيف نأتي اليوم و نحتفل بنجاح لم نصنعه، لم نشجعه، لم نوفر له ادنى شروط البحث العلمي و ننسبه لانفسنا فقط لأنه مغربي الأصل ؟
فماذا قدم له المغرب يا ترى ؟
ADVERTISEMENT