زكية بلحمر استاذة اللغة الانجليزية و التواصل وخبيرة في التنمية الذاتية / الرباط المغرب
الى متى سيظل الشخص متعلقا بالماديات و هاجسه يتمركز أساسا على الحصول على منزل جديد او سيارة ة من آخر الموديلات . او يصبو لامتلاك هاتف آخر صيحة. يبقى الشخص مهووسا للحصول على احسن ما يوجد بالسوق,. هوس ينسيه في نفسه و ذاته ولا يريد تغييرها و الخروج من منطقة الراحة comfort zone ولا يحاول ان يبحث عن نسخة جديدة لنفسه لكي يرقى و يسمو بها إلى ما هو احسن حتى يتمكن من كسب الطاقة وهي تحقيق التوازن الذاتي .تتلخص المكونات الإيجابية لتوازن الإنسان في اربع نقاط ألا وهي (العقل ،العاطفة ،الروح الجسد
.فالفرد لن يصل الى قمة الرضى عن النفس وتحقيق النجاح الحقيقي بما له من معنى الا اذا لم يطغى اي مكون من هذه المكونات على الاخر لان كل مكون له دور هام وتاثير على حياة الانسان .
المكون الأول: العقل ، هو خزان للأفكار والرأسمال المعرفي للإنسان فالشخص مطلوب منه ان يطور طريقة التحليل و التفكير و التحلي بالنقد البناء و يجب العمل على تغذية العقل عن طريق القراءةً الابداع وأخد القرار.
المكون الثاني: العاطفة وهذا المكون يندرج في سياق علاقة الإنسان مع نفسه وكذاعلاقته مع الاخر .ففي علاقة الإنسان مع نفسه كثيرون من يستضعفون من قيمتهم ومن قدراتهم نظرا للتربية التي تلقوها ، وكذلك الضغوط ألخارجية التي تلعب دورا هاما في صقل شخصية الفرد فرغم كل هذا على الشخص ، اتباعا لتدرج او لهرم “ابرهام ماسلو” للحاجات التي تتلخص في الاحتياجات الفسيولوجية وحاجات الامان و الاحتياجات الاجتماعية والحاجة للتقدير و الحاجة لتحقيق الذات حتى يتمكن من التواصل بكل ثقة يسال نفسه من انا ؟ماذا افعل .
ماذا اريد ان احقق؟متى وكيف سأصل إلى هدفي؟هكذا يكسب الثقة بالنفس لأنها العمود الفقري لشخصية الإنسان وترسم له نظرة إيجابية عن نفسه وعن من حوله مما يجعله يسمو في علاقته مع الاخر فينسج روابط محبة ومودة و اخلاص مع محيطه ويتفاني في إسعاد الاخرين.
المكون الثالث هو المكون الروحي الذي يتجلى في علاقة الانسان بخالقه والاخلاص لمبادئه و اعتقاداته عن طريق الإيمان الذكر و التأمل فعندما يكون الجانب العاطفي له روابط وطيدة مع الاخر ينعكس على المكون الروحي فيزداد الانسان احتراما وتسامحا وتضحية وحبا للأخر
المكون الرابع هو المكون الجسدي إذ تكمن أهمية الجسد في الحفاظ على الجسم بالمحافظة على التغذية السليمة المتوازنة وممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام والحفاظ على ساعات النوم و صيانة الجسد من الامراض
فالتوازن بين هذه المكونات الأربعة هو مفتاح النجاحً والمحفز على تحقيق الأهداف .
في النهاية يمكن تشبيه هذه المكونات باطار (العجلة ) الأربعة للسيارة فإذا كان بأحدها نقص من الهواء حينها يتعذر سياقة السيارة. فهذا التوازن هو الذي يمكننا من مواصلة رحلة العمر في امان و ثقة.