ذ. خديجة أميتي/ فرنسا
تناسلت الإشاعات في زمن الكوفيد19، كاشفة المستويات الاجتماعية و الثقافية و الأهداف السياسية التي تتخفى وراءها, منها ما يصل على شكل فيلم درامي هتشكوكي يصل فيه المشهد حد رمي مرضى الفيروس بالرصاص !!! ومنها ما يصل على شكل سكيتش قصير يستفز الابتسامة القابعة في النفوس الحزينة.
من بين هذه الأخيرة حوار وصلني على شكل أوديو بين سيدتين مغربيتين. تقول الأولى بعد أن اظهرت بشكل من التباهي، أن هي الأخرى مر عليها “المقدم” و أعطاها الورقة، واصفة تغير الأحوال و تنظيف الطاكسي من قبل رجل يلبس لباسا يشبه رواد الفضاء ! تضيف ” ليس هذا هو موضوع الاتصال, بل إن ابنها قال لها أن “الناس لا يريدون الدخول إلى بيوتهم، و لهذا قررت الدولة أن “تطلق ثلاث أسود من الحديقة في الدار البيضاء لكي تخيف الناس ليدخلوا إلى بيوتهم, و أنهم لن يطلقوا الكلاب البوليسية لأنها تعض و أن الأسود ستخيفهم فقط” ! ما يعني حرص الدولة على تخويف مواطنيها و ليس الأذى، في عالم فقد كل معنى !!!
تصورت الأسود و هي تتمختر في شوارع الدار البيضاء الخالية في رفقة طيبة مع أصدقائها الحيوانات الأخرى , غير آبهة بكل أولائك البشر الذين لم يعودوا أسياد المكان.
حضرتني صورة حفيدي الصغير ذو الثلاث سنوات و بعض الأشهر الذي كان مولعا بتقليد صوت الذئب. قلت له ذات مرة “الذئب”شرس” أجابني بكل تلقائية ” Papa dit le loup n’est pas méchant. Il a peur des humains ! » ملتفتا إلي و هو يطرح سؤالا فلسفيا يعبر عن قلقه الوجودي البريء، و هو يضع إبهامه في فمه باحثا عن راحة داخلية غير عابئ بالجواب: ” « ?Nous sommes des humains »
اليوم، و أنا أنصت إلى نفسي في صمت عزلة فرضها علينا السجان الأكبر الكوفيد 19، أتخيل فرحة تلك الحيوانات و هي تتمرد على شراستنا لتعانق الحرية في أمان، انتقلت إلي عدوى السؤال « ?Sommes nous des humains ».
عندما تنتصر كورونا على الإنسان يختفي الأسد. لا نراه في شوارع الدار البيضاء. لاننا مع كرونا. أصبحنا نحترم الشرطي والمركب حتى السكري. .. كورونا غيرت المفاهيم ، باحترام. نخضع لا نتمرد. نلتزم البيوت الشارع مقدس. ملجه بورقة من السلطة ، امر الإنسان غريب، لا تخرج الحجر الصحي ، … يكتسح العالم فيروسي صغير صغير يرانا ولا نراه . يلقي بأجساد بشرية في المقبرة. وحفار القبور يتعجل في الحفر على غير عادته خوفًا ان يصاب كورونا ، الطلبة المتاجرون بالقران الكريم لا تسمع اصواتهم التي كانت تتعجل القراءة تنتظر بلهف ان تنزل عليها الدراهم من السماء.. وتكثر الأموات ..
لذة القراءة تحصل وأنت تقرأ ا سطورا منمقة ل خديجة ، تجعلك تكتب على غرار ما كتبت سرودات جميلة لكن تحجم على الكتابة تتوقف احترامًا لها تبجيلًا .
.. عندما اقرأ الباحثة الأكاديمية السويولوجية والناشطة الجمعوية الاستاذة خديجة اميتي ، يلتبس علي الامر هل هي تنتمي لشعبة الفلسفة او الآداب بصدق أقول يجتمعان وقلما يحصل ذلك الا لسيدة تمتلك رونق الكلام وسر البيان ونصاعة القول بلمسة الحكي ، كم انا سعيدة عندما أقول بفخر خديجة خليلة روحي اكتبي انت فيلسوفة وأديبة تستحقين التقدير