الإعلامي خالد السلامي /العراق
منذ أن وجد العرب قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة وهم يتمتعون بصفات عظيمة لاتملكها اية أمة غيرها فكأنما حباهم الله بتلك الصفات ليكونوا مهيئين لتحمل أعظم واخر رسائله إلى الناس جميعا.
ومن بين اهم تلك الصفات العربية المتميزة التي كانت تتصف بها الأسرة العربية هو ذلك الوثاق الذي لاينقطع بين أفرادها فيما بينهم من جهة وبينها وبين ارحامها وجوارها ومعارفها من جهة أخرى. فإلى عهد قريب كان خروج الابن المتزوج من بيت الأسرة الى منرل مستقل اخر يعتبر من النوائب والمصائب رغم ازدحام المنزل بالاولاد والاحفاد وكنا نجد الترابط بين أفراد الأسرة الواحدة كبير جدا بحيث يجمعهم مطبخ واحد وقدر واحد وسفرة موحدة ويسهرون ويتسامرون ويتناقشون في أمورهم سويا واذا مرض احدهم تجد الكل يتداعون لنجدته والسهر على سلامته حتى يشفى واستمر الحال على هذا المنوال حتى دخلت علينا تكنولوجيا الاتصالات الحديثة متمثلة بشبكة الزنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة والفضائيات والاتصالات الخلوية التي لم يكن المجتمع العربي مهيئا للتعامل معها بالشكل الذي يخدمه ويدفع به إلى الأمام كباقي المجتمعات العالمية فكانت الكارثة الكبرى التى ادت إلى تفسح الأسرة العربية بشكل سريع وغير محسوب له أي حساب مسبقا حيث صار كل فزد من أفرادها يعيش في عالمه الخاص سواء مع الفيس او الماسنجر أو الانستغرام أو اليوتيوب وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي التي صارت لا تعد ولاتحصى. فنجد العائلة تسكن في منزل واحد لكن أفرادها لايرى أحدهم الآخر ربما لأيام.
وخصوصا الشباب منهم الذين الهتهم هذه المواقع عن مستقبلهم فصار الفشل الدراسي احد اهم ميزات الشباب العربي وبالذات بعد انتشار الألعاب الالكترونية التي صارت كالوباء الخبيث الذي أصاب المجتمع العربي عموما إضافة إلى ما رأفق هذه المواقع من تفسخ أخلاقي الذي أدى إلى تفسخ العائلة العربية بشكل مريع وهذا يظهر بشكل جلي عند زيارة أقرب محكمة أحوال شخصية عربية لنجد الاعداد الهائلة لقضايا الطلاق المعروضة عليها ولمختلف الإعمار بكل اسف. إضافة إلى إلغاء سريع للكثير من التقاليد العربية الأصلية حيث صار الضيف لا ينتظر شيئا من كرم مضيفه أكثر من إعطائه رمز النت عنده فصار هذا الرمز احد اهم شروط الضيافة العربية بدلا عن أفخر أنواع الطعام والشراب وحسن الاستقبال بالتهليل والترحاب الذي كان سائدا من قبل، كما وصل بنا الحال الى إلغاء اهم الشيم عند العرب وهي الغيرة العربية حيث صار الأب يسير مع ابنته مفتخرا في كل مكان وهي شبه عارية وكذلك الزوج مع زوجته والأخ مع اخته بل وحتى الابن مع أمه.
فنتج عن كل هذا شباب مائع متخنث حتى صرنا لانميز بين الذكر منهم وبين انثاهم.
فإلى أين سائرون أيها العرب سواء كافراد أو أسر او مجتمعات؟