بقلم أ.رضوان زعير -مدخل لدراسة الخط العربي روحيا وفنيا
بين الورق والقصب وعبق المداد ونسيم المعاني .. بين رائحة الأحبار وألوانها وجمال المفردات وتناغمها .. بين الكلمات ومشوق سطورها .. كانت رحلتي السرمدية الى عالم الجمال الرباني .. الى واحة السماء السندسية عانقت حروفها وشغفت برسومها .. كان موعد واختيار .. رقاء بنقاء وصفاء الخط العربي أو بالأشمل الحرف العربي فن الله المبارك من سبع سموات صلة الارض بالسماء مرتقى الثرى إلى الثريا .. عقد السماء ولؤلؤها..
تعلقت به فكان المعراج والبقاء أسرتني أشجانه وأطيابه مذ قرأت (أكتب) ..فكتب مقادير الخلق بحكمة و رحمة الله تعالى ..كنت حينها صغيرا محبا لله والصفاء .. تعلمت ان القلم اول الخلق ونهاية القصد .. كنت كلما شدني الحنين للسماء.
أجلس بين قصبتي ومدادي أداوي جروحي .. جعلت من قصبتي صلاتي ومن حبري تسبيحتي ..
وتذكيري ببداياتي .. أمسك القصبة وأصب الحبر لحنا وشجنا ..فأفقد إحساسي وارتباطي.. وأعيش بذاكرة البداية .. أعيش عالم الروح والقلب .. تحكمني أحاسيسي وأشواقي تعصف بي برفق وجمال .. أبثها خوفي فتسقيني أنسا وهياما..
هذه بعض لحظات خلوتي وسعادتي بالخط العربي ..