أ. الشاعر سعيد محتال
قم
أيها البعيد البعيد
أحقا أنت سعيد
صراخ ليبيريتاس يناديك
شبّ الليلُ الحريق
أيقظوه من سباته العميق
لون بشرته مسّه الضيق
فانظر من لوث الصنيع
أتموت النفس للسواد
فَلْيعم الكون الظلام
أمسى النهار حزينا
وأنت مرتاح الفراش
صامتٌ جامد من الموت
وانظر إلى البيضاء
كيف تنال التسبيح
علنا قَدّت قُبل القميص؛
من أيقظ النسر الأصيد
يلدغ ظلما رقابا تستغيث
من ظُنّ يوما هم عبيد
يُدس بها في التراب
لا أمل ولا رحمة
من قلب ضرير عنيد،
يا سيد الإنجيل!
أخرج يدك البيضاء
خبّرهم أن سواد القلب
ليس بحميد
العين سابحة في الظلام
تردد وتقول : زنجي وئيد
هو سارق النار للبشر
هو بَديّ عربيد
مصيره نهش الكبد
متى أدركه ليل شمس الصباح
فما بال من تعلم في دربكم
واستنشق غباركم
وعلى نبض كلماته رقصتم
وصار سيدا يوما فيكم
أليس مَن هو رشيد فيكم
اُنظر إلى النملة السوداء
ما عادت ترتجف
من قدوم جيش
أبيض كسيح
البشرة ما كانت دينا
تبيح كسر الجبين
قبل الرحيل
……………………………..
* بارتولدي: الفرنسي مصمم النموذج المصغر لتمثال الحرية
* ليبيريتاس: سيدة رمز تمثال الحرية، شخصية أسطورية تحررت من قيود الاستبداد الملقاة عند إحدى قدميها.
سارق النار: بروميثيوس واحداً من الحكماء من عرق الآلهة الأقوياء الجبابرة الذين حكموا الأرض خلال العصر الأسطوري الذهبي، بحسب الميثيولوجيا الإغريقية. سرق النار لإسعاد البشر وتعليمهم الطهي، فقرر زيوس أن يعاقب بروميثيوس على فعلته، فاستدعى هيفاستوس (إله الحدادة) وطلب منه أن يصنع سلاسل قوية حتى يقيد بها بروميثيوس على صخرة في جبال القوقاز. وكان كل صباح يأتيه نسر عملاق يدعى آثون ينهش كبده، الذي يعود لينمو من جديد في المساء ليستمر عقاب بروميثيوس الأبدي.
ADVERTISEMENT