الشاعر الشاعر عامر الطيب / العراق
في ساحة طويلة
يركض أربعة رجال او ثلاثة
خلف كرة كبيرة الحجم
المراد إدخالها في ثقب صغير
لا يمكن أن تدخل الكرة
لكنهم يحاولون ذلك من أجل التسلية و البهتان.
الوقت ساعتان أو ثلاث سنوات غالباً
أنتم أيها القراء يمكنكم
تسمية الكرة الكبيرة
قلباً
أما القارئات
فيمكنهن اعتبار اللعبة
نوعاً من الحب !
♤
كأني نسيتُ كتاباً على الرف
و عدتُ لآخذه معي
فلم أجده
مع أني تخليتُ عن الغرفة فارغة
و الآن يمكنني أن أحبكِ
بوئام مع كل ما تجلبه
لنا الصدف من السحر
و يمكنني أن أقول ضيعتُ الغرفة كلها
لكني فهمت كيف سأجد كتابي!
♤
ما أعرفه عن الوعي
ضئيل بقدر ما تعرفه طفلة في الثالثة
من عمرها عن المطر .
و من أجل رضاكم سأعيد العبارة
بتصرف طفيف:
ما أعرفه عن الحب
ضئيل بقدر ما تعرفه طفلة
في الثالثة من عمرها عن المطر
لن تقول إنها تمطر
كما نعبر عن ذلك بشغف مرير
ستقول أن ثيابي تتبلل فقط !
♤
لو صرتُ كتاباً لبدا غلافي
الأمامي رمادياً و شاحباً
و بالكاد يتبين المتطلع اسمه
أما غلافي الخلفي
فسيكون خالياً .
لم تفعلون ذلك؟
أخبروني لم تهتمون بأشياء مختزلة
وقد انتهت الصفحات
و نسيتم أصغر كلماتي؟
♤
أنا مع بناء مدينة
خارج بغداد باسم بغداد أيضاً
بغداد التي تبدو مملة
بين نهار و آخر
سنهجرها
إلى المدينة النائية
لكننا على الأقل
سنحافظ على اسمها .
أنه بكاء لا ينتهي
عندما يحتضر المرء في مكان بعيد
و يتذكر أنه قد ولدَ
منذ سبعين عاماً في بغداد!
♤
سأصير هادئاً مع حياتك
و اعتبرها حياة دعسوقة
تعتقد أن طريقها طويلٌ
أو تعتبر مصيرها سيئاً
و قد حبستها
بباطن يدي،
عتمة كاملة بالنسبة لها .
سنوات البداية الدافئة انتهت
إلى صباح غير مغر هذه المرة
لكنها دقائق قليلة
و أفتح لها يدي
قدام عشب أبعد نهاية
لتطير !
♤
سمها ما شئت
طعنة أو شجرة أو تلف في خلايا المخ.
اختر لها صفة
و لوناً
و دعها تبدو غامضة
و مغرية لفضول البشر .
إنهم يسألون الآن ما هي؟
حتى القراء الذي يتطلعون لنهاية هذا النص
سيفكرون بصوت عالٍ
ما هي
هذه الطعنة
أو الشجرة أو تلف الدماغ
التي تطلب من أحد أن يضع لها اسماً ؟
هل نحن على تواصل
لنختار لها الأسماء التي تعجبنا أيضاً ؟
أقول حسناً
يمكنكم فعل ذلك
فلينظر أي أحدٍ منكم
إلى أي شيء يتوفر قبالته
و يعتبرهُ حبيبه الآتي !
♤
عندما تقولين لا أحبك
سأتفهم الأمر على أنك فتحتِ لي
الباب لأدخل .
لنفترض أني دخلتُ و جلستُ و بكيتُ
بعد ذلك
ستقولين أنني أمزح فقط
أنا أحبك قليلاً
عندئذ سأنهار .
حب قليل ؟
و قد جربنا الحب العظيم
منذ ثلاثة أيام
ولم نشبع !
♤
تطلب أمي أن أضعَ الخيط
في الإبرة
لم يعد نظرها سليماً ،
كانت تخيط العباءات لصديقاتها
المرحات منذ عشرين
سنة مجاناً .
اخبرتني وقد انتبهتْ لسكوتي قائلةً :-
صرتُ أمرر
الخيط جنب ثقب الإبرة
مراراً دون جدوى
أما وقد كنتُ عاشقةً مهزومةً بنظر
قوي
فقد أدخلتُ الابرة أكثر من مرة بإبهامي !
♤
خفتُ أن أستيقظَ
و أجد كلمة
(أنا آسف) منسية و مهملة ،
لا أحد يستخدمها
بحذر أو أو برهبة أو بندم حنون
و من الآن
حتى مئتين سنة مثلاً
عندما ستكون مخاوفي قد تحققت
سأقول مراراً بيني و بين نفسي:
أنا آسف يا حبيبتي الرهيبة إلى الغد
و أقول علناً مرة واحدة :
أنا آسف يا أقدم أصدقائي !
ADVERTISEMENT