أ. عبد الرحيم بيضون
كورونا، إن امتلكت العالم فالكون لنا. أنا العاشق الملسوع الكلمات الخارجة لتوها من وسط بلاغة قبيلة الاعلام العالمي المرصعة لخذاعنا. انا الباحث عن نفس جديد أقوى من ايقاعاتهم الصاخبة. الى متى نكسر اسوارنا التي حاصرونا داخلها؟ الى متى نستفيق من تآمرهم علينا؟ الى متى تهب رياح الفرح من بساتيننا المعشوشبة آلامنا؟
في قلب الحجر الصحي عثرت على نفسي الحقيقي، وعلى قلقي الإنساني احترق بردا وسلاما بشقاوة همجية الحروب اللعوب بمصير الشعوب. أرد البسمة لفقراء القلوب. انفش جحورهم من بكتيريا الخطابات الكاذبة. أجتث الخوف الذي غرسوه فينا، وعلق في ذاكرتنا. أملي أن أرسو على أرض السلام الذي فطرنا عليه منذ الخليقة، وأنشر المحبة فيما بيننا.
في قلب الحجر الصحي توهجت اشراقاتي بطعم اغترابي. صرت حرا متحررا من خوفي من بياضات المأثور الذي أوهمونا على انه قضاء وقدر ليشغلونا على ما يحاكون لنا من مكايد وأهوال.
في قلب الحجر الصحي تخلخلت موازين إيقاع العالم. تحطمت أصنامهم الشاهدة على عنصريتهم، التي أرادوا أن تبقى الى الأبد. ما أفضع كورونا وما أقسى ما يخططون لنا لولا رحمة ربنا. لم أعد أقلق من وجودي بقدر ما أعاني من جدوى الانسان في زمن كورونا وما بعدها.
فاترك نفسك وتعالى نغني ونرقص بكونية الانسان وبروح الجمال.
اترك نفسك وتعالى نزرع المحبة في قلوب البشر، ونوسع مساحات الفرح.
اترك نفسك وتعالى نتطهر من الشرور المنتشرة هنا وهناك. ونتعلم الحكمة والكلمة الطيبة، لنعيش ذات واحدة في تضامننا.
اترك نفسك وتعالى لنحيا اشراقات انفاس جديدة أرقى من دي قبل.
وإن امتلكت كورونا والعولمة العالم، فالكون لنا نحن البشر.