مولاي بوشعيب حمدان/المغرب
بانَتْ سعاد في سِترها مُودعةً..
فهل يَفِ الحبُّ بين الأَنامِ سِتْرا
أَفَلَ ضَيُّ الثَّغرِ في عِزٍ الضحى ..
وظِلُّ الهجير منها يُومِضُ هَجْرا
إرحَلْ.. هكذا طَفَتْ سَطْوَةُ وُجْدِها
زائِفاً مُذْ زاغَ البَصرُ طَوْعا و قَسْرا
أبْتُلِيتُ بِلظَى الشَّوقِ مفخرةً
وعلى النار يَستوي الصبرُ فخراَ
ما سَقَيْتُ ظُلْمَكِ كأسَ مَلامةٍ
وما سَرْبَلْتُ من رِقِّ قلبي سِرا
أمشي إليكِ وصَكُّ عِتْقي أخُطُّهُ
خَطْواً والخَطْوُ يَمُوجُ كراً وفراً
يَسْبِقُني نَبضُ الحَشا صبابةً
كذا الورد يصُدُّ ضَمَّ العوسج عِطرا
أوَتَدْرينَ أَنَّكِ قاتِلتي عَنْ عمدٍ
وقتلُ المُؤمنِ أوَّلُهُ عَمْدٌ وتاليهِ هجرا
وإنَّ مُنايَ الموتُ و موتي بِحِماكِ شَهادةٌ
فموت الشهيد حياةٌ و لُبُّ القلب قبرا
ما جادتِ المنايا عليَّ بِجودِها
وتَباشِيرُ النَّرْدِ أنِّي للعاشقين عِبَرا
هرولتْ أحلامي تَلْقَفُ ما صَنعتِ
وبِيَدي أهشُّ نَقْعَ الحب سطرا سطرا
يمشي ظلي لظِلٍكِ يَطْوي باعاً..
أمُدُّ اليَدَ يُرى حِسُّ لَهْفَتِها قهرا
حنانيك …أنا الخِلُّ ما تركتُ نافلةً ..
والفَرضُ و السُننُ وما عَجِزْتُ صبرا
هذا حظي من أَمْشاجِ الهوى ..خِلٌ أنا
فسبحان من يُعَقّبُ غَطْشَ الجَفاءِ نهرا
إن كان السهد في خافقي مُسَرْبَلٌ
والوصل قُدَّ كُرْهاً مِنْ دُبرٍ قَدْ هجرا
فاليُتْمُ لائِمي والخِلاَّن و الشِّعر واللَّحن
قد أصابني من فُقْدِ الصبابة خُبْلا و ضُرا
ألا ليت شعري ..قَدْ نَضَبَ جَفنُ الهوى
ويرْتَوي الظمآن من عينِ الحبِّ جَمرا
نُصُبُ عينيكِ ظاهرُُ مِلْأُ الحياة طُهْرُها ..
وكيف للطُّهْرِ أن يَبْتَلِيَ العاشِقَ كُفرا
غَذوتُ أَستبيحُ اللَّطْمَ لحناً لِكَمِّ حنينٍ
والخَدُّ مَوْطِئُ القُبلِ يُسْتباحُ سِرا وجهرا
أيا حبيبةً تَوشحتْ دِرْعَ السَّنا لهْفةً..
يوم كان للخافِقِ زِنْدٌ ولِقَوْسِها وَتَراَ
رَميتِ ومَارَميتِ إلا إبْتلاءَ عارفةٍ..
وما سُقِيتُ إلا زُعافَ الهوى مَطَراَ
قدْ جادَ المزنُ بغيثِ صَدرِهِ
و صَدري بِضرْبِ السِّنانِ غَداَ قَفْرا
أبُوءُ لكِ بإثْمي كزَرْعِ الفَلَى مودةً ..
وإِثمي أَنْ جاسَ بِدِياري وَجْهُكِ بَدْرا
فعَفوكِ إنْ طافَ ظِلُّكِ بِقَبري مُودِّعا..
وتَضَرَّعي وَقَرِّي عَيْنايَ بالقرآنِ فجراَ.
ADVERTISEMENT