محمّد الزّواري ـ صفاقس ـ تونس
[ بمناسبة مرور عقدين من الزّمن في مهنة التّدريس ]
عشرون عاما قد مضت مثل النّدى *** تاجًا على هاماتِ وردٍ قد بدا
يهمي برفق كي يبلّل تربة *** فتصير تبرًا خالصا طول المدى
عشرون عاما قد مضت في دفتر *** في حضن كتب قد أُعدّت للهدى
في حضن أوراق وجدتُ مدادها *** كالغيث يسقي أرضه عند الصّدى
في حضن لوح إن رسمتُ حروفه *** أمست نجوما في السّماء و فرقدا
في حضن قسم يرتوي أبناؤه *** من نهر فنّ بالجمال قد اهتدى
هتفت حناجرهم بنغمة سيّدي *** و العلم بحر قد تربّع سيّدا
نحو وصرف و النّصوص يزينها *** نثر و شعر ما يزال مردَّدا
يا كم تعلّمتُ الدّروس بفضلهم *** فهُم المعلَّم و المعلِّم واحدا
مهما تواضع في معارفه امرؤ *** رُفعت مكانته و صار الأمجدا
قد نرتجي بالعلم جاها غرّنا *** لكنّما الغايات أنبل مقصدا
فالعلم أنوار تنير عقولنا *** و تشيد أوطانا تروم السّؤددا
فإذا مصابيح الحياة تقودنا *** و إذا الهلال بِدَربنا بدرًا غدا
و إذا غصون الرّوح فينا أورقت *** و إذا الرّبيع بزهره مدّ اليدا
طلب العلوم فريضة في شرعنا *** و مجالس العلماء ضاهت معبدا
فاقرأ و حلّق في العلوم و كن بها *** كالطّير يرقى في السّماء إذا شدا
عشرون عاما قد مضت فكأنّها *** عشرون ثانية تقدّم مشهدا
فأصوغ في حرم الشّعور قصيدة *** عشرين بيتا قد تلبّي المقصدا
عشرين بيتا قد تترجم سيرة *** فكلامها و حروفها رجع الصّدى
شعري يعبّر عن عميق مشاعري *** هو في يدي فاق اللّجين و عسجدا
ADVERTISEMENT