الشاعر والناقد أ. لطفي عبد الواحد/تونس
اعذريني إن أنا يوما صمتُّ
وأنا كلّي اشتياق وهيامْ
لم يكن صمتي انشغالا أو عزوفا
وأنا المفتون يغريني الكلام
هل تُرى الصدفة أهدتك إليّ
أم هي الاقدار شاءت والغرام
لكأنّي كنت روحا فارقتها
روح من تهوى وضاعت في الزحام
فبدت في الكون نورا تتهادى
وأمام النور ينزاح الظلام
كلّ مافيك يناديني إليك
ونداء الروح تسبيح سلام
فتنة أنت أراها في عيون
أسكرتني كلّ ما زاد اهتمام
لست أدري ايّ سرّ ظلّ فيها
حيّر الفكر فلم يملك زمام
كلّ مافيك غريب وعجيب
مثلما الشمس يُغشّيها الغمام
يتحدّاني فأخشاه قليلا
ثمّ أدنو في احتراز واحتشام
حائرا أرنو لجسم لاح يمشي
واثقا يختال من حسن القوام
فأراني حين أدري لست أدري
هل انا في يقظة أم في منام
وأراني كلّماحدّثت أصغي
لصدى نفسي فيأتيني الكلام
ساحرا ينساب كاللحن شجّيا
فيه إيقاع وعزف وانسجام
فله منّي اشتياق حين يغفو
ولقلبي منه نبض وانتظام
فاسألي قلبك عنّي فهو فيه
من صدى قلبي عناق لا انفصام
فأنا يا شوق ما أخفيْت شوقي
ولهذا الشوق في النفس احتدام
غير أنّي من هيام ذبت فيك
فغدونا إثنين نرنو للتمام.
ADVERTISEMENT