الكاتب عبدالرحيم بيضون
سأبقى حرفا ضادي الروح والمعنى
سابقى فكرا عربيا رغم زحمة العلامات
سأبقى خطا وسطيا أطهر الروح من الرغبات
سأبقى فعلا مضارعا متوهجا حاضرا ومستقبلا
أصالح الفرح وأصاحب القرح.
سأبقى فعلا مصفى من الأعماق, خارجا لتوه
معانقا قروح الحروف وجروح الكلمات, وهي تتعصر للخروج من جرح الريشة على هذه الصفحات.
……………………………………..
سأبقى علما مغتربا, ما دمت أبحث عن رمز يكون بحجم الألم الإنساني,
ما دمت أكتشف عن حقيقة وجودي وترحالي.
سأبقى مغتربا أرتل ترانيمي الزرقاء. أسخر من الأعلام العالمي، ومن
الأخبار المتأخرة. أتضجر من المحاضرات والخطابات المتكررة. أرطب ليالي
بالموسيقى الروحية، اشرب نخب العشق الرباني
أسعى لأرى ما أخفى، فاحترقت وجدا. توهجت كلماتي. أزهر ما بداخلي
فاح عطرا عم ما حولي، عم الكون أملا.
…………………………………………………………
ستبقى كتاباتي إشراقات بطعم اغترابي
ما دام حالة تأمل وتفكير ورؤية.
مادام اغترابي معاناة متسامية على هذه الفردانية القاتلة فينا حبنا للحياة ولمحتوانا الإنساني.
ستبقى كتاباتي اشراقات مادام اغترابي بوح غيري متحديا الوضع الكوني المعطر بالياس الساخط،
فلما لا نمده بقطرات دم لأحياء انسان ملئه حياة وأمل….
ستبقى كتاباتي مغتربة ما دمت أبحث عن رمز يكون بحجم الألم الإنساني.
…………………………………………………….
فلا تستغرب ان لامست أنني أحس وأفكر وأطرز بماهية حزينة
فأنا والحزن توأمان, ما دام يمدني بالطاقة الحرارية اللازمة للتواصل معك
فأنا والحزن شقيقان شقيان, حين اخترت عشق الألوان ومتعة الحياة
وما توحيه من رموز وظلال..
فأنا والحزن حقيقتان وجوديتان حين ولجت حرقة السؤال
وتمرنت على فن الحرمان
فكيف لا أحزن؟ كيف لا أصرخ؟ كيف لا أثور؟ ولكن لن أخون الوطن.
………………………………………………….
لماذا أكتب عن الحزن والأمل؟
لأني أحس بالضجر, فسعيت لنشر الفرح والأمل
وبالحزن والألم تتغدى كتاباتي, خواطري الزرقاء
لأنهما أكثر صدقا وأقوى احساسا في الطبيعة الأنسانية
أليس الألم منبه كل الأبداعات المتميزة المتفردة عبر تاريخ البشرية؟
أليست الكتابة سمفونية بهاء الألم وتوهج الأمل؟
أليس الأغتراب ملحمة بصمت ناطق لما عانته وتعانيه الإنسانية من أحزان وآمال؟