الشاعر إبراهيم الشافعي/ مصر
وَفَّى البيانُ بِوعدهِ كلَّ الورى
ثم استدارَ ومعلناً إفلاسي
مَازلتُ أخْطو نَحوَهُ مُتَعثِّرا
لم يصطلح قلمي معَ القرطاسِ
مَازلتَ تَذكُرُ بُعدنَا وخلافَنا
يا ويحَ قَلبي من خَليلٍ قاسِ
كتبَ القريضَ نُصُوصَهُ ذو عُجْمةٍ
أمَّا أنا فَتقطَّعتْ أنفاسي
“كيفَ السبيلُ إلى الوصالِ فدلَّني”
كي ما تدُق قصيدتي أجراسي
إنْ كنتَ شيطانَ البديعِ وسحرهِ
فأذنْ لهُ يا أنتَ بالوسواسِ
أم أنتَ يا هذا البيانَ مقدَّساً
لا تُقرنُ الأطهارُ بالأرجاسِ
أم أنتَ سِرُّ محمّدٍ وبيانُهُ
قولُ المسيحِ ودعوةُ القداسِ
أم أنت كنْهُ الذاتِ في خلواتها
فتواصلتْ سرَّاؤها بالباس
أم أنتَ نشوةُ عابدٍ فتعانقت
أرواحُهُ في مرةٍ بالكاسِ
لم أستطع فهمَ الحقيقةِ إنني
قد صرتُ دونَ بلاغةِ الإحساسِ
أحتاجُ وحياً بالجمالٍ يهزني
كي ما أزيلَ عن العيونِ نعاسي
والتبرُ دونَ الجهد يبدو غائرا
والدُّرُ في الالفاظِ كالألماسِ
أحتاجُ موسى كي يشقَّ بِحَارَهُ
وعصاهُ كي ما تستعيدَ حماسي
بيني وبينَ بلاغتي بُعدُ السما
وسفائني منقوصةُ الحرّاسِ
لا صوتَ لي كي ما أنادي عَبْرهُ
خبَّأتُ خوفي في يدي والراس
ADVERTISEMENT