الشاعر والأديب علال الجعدوني/فاس المغرب
وحدي أبكي على زماني
أتجرع الألم …
أبوح بخواطر لونتها
بألوان البؤس و الوجع
مكرها …
وحدي أبكي على زماني ..
منذ أن حولتني الظروف
إلى حلم يرقص في شوارع الحياة
على وهم مؤلم
سكنني من بعيد
لم يتحقق …
ولو أني كنت علقت عليه الأمل
حين نزل ضيفا
وعانقني … وعانقته بحرارة الشوق .
وحدي أعيش على إيقاع الوجع
أكتب شعرا
يصعد من أعماقي
يردد صدى قلبي
على نبض العبرات
الجارية على خدي
ولا من يفهمني
و يواسيني
أو يمسح ملوحة دمعي
ورعشات حزينة تلفني
فأتلعثم في حضرة من هويت و أهوى
و في حرمة الإحساس أزداد إعصارا إعصارا .
يا له من زمان … حزينة أوتاره
متقلبة …
عبثت بي في كل لحظات العمر بلا رأفة
إلى أن شحبت روحي
وصرت يتيما
أتمرغ في شجني
أبكي أيام زماني الضائع
خلف الأبواب …
أناجي رب السماء
في خشوع
بهمس رقيق الحرف
وغيمة من دموع
تنسكب من مقلتي عيوني
تجسد وضعي
وأنا أحترق من شدة أوجاعي
و وحده الحنين يشدني
إلى هناك …
إلى عمق التاريخ
فأتوغل في غياهب الذاكرة
أبحث عن قمري
بين دروب الزمان
كضرير يتذوق جمال الألوان بلا بصر …
ما أضيق دروب الحياة !
حين توصد الأبواب
في وجهك
وتختفي زرقة السماء خلف السحابة الهاربة
في الأفق …
فتبقى وحيدا معلقا
بين وحدة الغربة والغياب .
آه ! … ثم آه !…
حين أخذني الزمان من عمري
كان الكرنفال قد انتهى
ولم يبق مني إلا أن أحمل حقائبي
وأرحل ….
هذا ما تبقى لي …
و يا لخسارتي !
ثمة بوح مازال عالقا في أدراج جعبتي
ثمة مزن مثقل به خزائن السماء
ثمة أسرار لم تكشف
بعد …
تتعفن في سراديب الذاكرة
تنتظر لحظة الضخ في الشرايين
لتنفجر ساعة اندلاع نيران الغضب …
ما أبشع الزمن
حين يلبس معطف التمويه
ويدير عجلة الأيام بألوان مزيفة!…
كألوان الحرباء
آسف… !
دعوني أقص عليكم حكايتي
أثقل سمعكم بمزيد من همومي
قبل ما يرميني الزمان على رصيف منسي
وأنتهي بلا موعد
في صمت الاحتضار .
دعوني أقص قصائدي على مقاسات الفوضى …
وأثقل روحكم بمزيد من هواجس …
سكنتني منذ صرختي الأولى .
دعوني أبحر هائما
بمجاديف كلها أحزان …
دعوني أتأبط تابوتي و أنا أضحك ضحكة الوداع .
لقد سئمت العيش في زمان
أضحت الضحكة الصفراء
شعار المحبة بين السفهاء …
……..
……..
كم هي ثقيلة هذه الحياة ؟
ملونة بكلمات تذبل وتموت
كل لحظة .
تسلبك حريتك
تلونك بألوان مزيفة
تقتل أحلامك بلا شفقة
فتضحى …
مجرد ذكرى بلا رائحة .
ADVERTISEMENT