لطفي عبد الواحد شاعر و ناقد تونسي
جارة الساكن كانت
قربه تحيا وحيدة
واسمها كان سعيدة
هي لم تسعد بحب
يبعث العمر جديدا
حبها كان لبيت من قصيد
أو قصيدة
أو مقال
قرأته في جريدة
ذات يوم قرأت شيئا جديدا
قرأت بيتا جميلا كان يحكي عن سعيدة
ايه يا أحلى النساء ياسعيدة
لم تكن تعرف من قد قال ذاك البيت من
تلك القصيدة
كل ما في الأمر
أن البيت يحكي عن سعيدة
واحست أنها قد أصبحت
أنثى جديدة
ضحكت ثم استوت
وهي تصغي
لصدى صوت المنادي إذ ينادي
إيه يا أحلى النساء يا سعيدة
وقفت تنظر في المرآة حيرى
في دلال لم تعشه
منذ أعوام عديدة
فككت أزرار ثوب
كشفت عن بعض ما اخفته عنها
أطلقت شعرا طويلا
كان بالأمس عليلا
كان بالأمس ذليلا
داعبته في حنان
ثم ألقته سريعا فوق جيد
قد بدا حرا سعيدا
سمعت صوتا ينادي من جديد
إيه يا أحلى النساء يا سعيدة
صرخت في صمتها لا لا
لست ياهذا سعيدة
إنني أنثى وحيدة
قال بل أنت سعيدة
صمتت حينا وسارت
خلعت ثوبا قديما
وارتدت ثوبا جديدا
رتبت ادباشها
فتحت قارورة العطر التي
قد اهملتها
أو جفتها
سكبت منه قليلا
ملأ الجو باحساس غريب
حرك الصامت فيها
فك أغلال الغريبة
وسريعا
دفعت بابا كئيبا
والمسا يمشي بألوان عجيبة
فجأة مر بها شخص
وفي الكفين يحتضن الجريدة
سمعته وهو يمضي منشدا
لم أزل أشدو وحيدا
إيه يا أحلى النساء يا سعيدة
ظنت المسكين مجنونا
ولكن لا يهم
فهو يحكي عن فتاة
مثلها تدعى سعيدة
والجريدة
قد بدت في لحظة نفس الجريدة
صرخ المسكين
عفوا يا
فاجابته سعيدة
لم يصدق
أنها فعلا سعيدة
أنها تلك التي يوما رآها
ليس يدري أين
في حلم جميل
أو بلاد زارها يوما
وقد كانت بعيدة
لم يصدق أن حلما
قدتحقق
أن نبع السحر في لحظة صدق
قد تدفق
وسريعا رافقته
ثم سارا في طريق
كم تمنته سعيدة
ADVERTISEMENT