الكاتبة والشاعرة أ. لطيفة الغراس/مكناس/ المغرب
قالت هو الرماد من الجدث
وكسَرْتِ قُلّة هي مرقده !
فذكِّرِيني عندما يجدُ مثواه
واسكبيه عطرا بين الأمواج
كلما غضِبتْ رفعته
مع تهليل الرياح !
فالموت قد يُبعث مع النجوى!
وكنتُ إذا ما ناجيتُ نفسي
أقول: الريح بالمعطّرات تُهلّل
وينقلها الأريج بالتلال
فلمَ توقف اليوم العبير ؟
هللي أيتها الرياح
فقد هجرتِ فضائي
وسجنتٍ أريجي
فتكوّم العطر في الزوايا !
هللْ أيها النسيم فهمسك
قد منه تغار الرياح
أنت تهب برفق في دربي
فيعبق المكان بأنفاس الورود
فهي متيمة بزهوي
سبيلي ليس سهل العبور
وأقفاله لا تُفتح بالصوت
والمفاتيح عسيرة النقل !
إني إليك أرمي رسائلي
فهللي وانكسي الزوايا
فأنت الخلاص من الأسر
وصفيرك قد يفتح أسماعا
وأنت من يحملُ دِيَماً للغيث
ولا لواقح إنْ أنتِ غِبْتِ !
شُرْفَتي ليست ببُرْجٍ
وقد طال بها وقوفي..
ألا هُبي وانقلي همسي
فقد آنست منك رفقا
وأنت خير من يسكن دربي
ويحمل أنغامي معزوفة
على أوتار الحياة والوجود.
ADVERTISEMENT