الشاعر: محمد خلاد
أحتاج إليك
ولا أحتاج لأي شيء آخر
فأين قذَفتِ بي؟
وأيُّ فَناءٍ هذا وقد رأيت الله فيك
وكل من رأى الله لا يموت؟؟
مِن أعلى ذِرْوَةٍ في ذاتي
كنتُ أترقَّبُ دائما
الإرتواء مِنْ نَبْعَ مائِك
وفِي كُلِّ صباح
مثل عصفور ظَمِئ
أنقُر حبَّاتِ الطَّلِ على الزجاج
وأنت كما كنتِ تماما
غارقةً في انتشائكِ المطلق
لا تخرجين من بستان روحك
آه كم أشعر بعُزلتي
حين تقتربين مني
ولا تمنحِينَنِي سِرَّك!
كأنِّي بِكِ نسيم عابِر
يأْتِي ليوَدِّعَ زهرةً يائِسة
قبل أن تنتحر خوفا من الذبول
في خريف بأنياب باردة
ليْتَ ظفائرَك اللَّيْلَكِيَّة
تَنْهَدلُ على لَيْلِنا المُشبع
برائحة البحر
فغدا تطير النوارس وتكف عن الصخب
وترحل كل الفراشات الملونة
ويتجَرَّد الجسدُ مِن الجسد
فهل عِندَئدٍ ستسمعين بوْحي؟
في وحْدتي يتوَقّف الوقت
ويغوص في ملكوت الفناء
فأمُدُّ البصر وَراء الوَراء
خائفا أن أغيب فيه ولا أعود
وأبقى مُجرَّد
صورةٍ معلَّقة على الجِدار
فَلَا أهِبُكِ قلْبي
في الخريف الآتي
ADVERTISEMENT