بقلم الشاعرة أ. عايدة الرباعي/تونس
أيّها الخريف الجاثم على جرحي
أيّها الغراب السّاكن في القمر
ابتعد عنها..
مدينتي مضرّجة بالدماء
تئنّ..
ذئابها في الأزقّة
تبحث عن حزمة صبايا
عن جسد يلفّه العفن
لتقيم وليمة حزينة
وتثخن جراحَها المهرول..
في شفتيْ الوطن!
سنوات..والمطر لا يفكّر فينا
هذا على سجّاده يصلب المسيح
وذاك بمسبحته
يطفئ القناديل بالدم..
يقبض روح الأمل
والنجوم تغرق في حضن الشّجن..
والأشجار عارية..
كنساء اغتصبهنّ الزّمن
والدموع تتناثر في الرّياح
تعوي كعاصفة أبكاها الوطن!
واليتامى على رصيف الجهل
والدّمار..والجراح..والقِفار
يزرعون بذور الصبر
يسقونها بعيون الجمر!
الحذاء ضيّق..!
والمعطف رتّقه القدر!
والجوع يتسكّع في الوهن!
والرّعب يرتعد من الفيل الأزرق!
والقطعان البربريّة
تنسف أمواج البحر
وجدائل النّخل
وتغرس أنيابها في العصافير
في وردة الجُوري
في نحيب العذارى
وصهيل الجياد
وتغتال شهقة القصيدة
وشهوتي..
لخارطة وطن
تحتضن دواتي وحروفي والشّجرَ
والحبَّ والخبز والمطر
أيّها الغراب السّاكن في القمر
ابتعد عنها..
مدينتي عانقها الأمل.
ADVERTISEMENT