بقلم الشاعرة مريم فضيل
نظرت إلى المرآة
رأيت وجها غائرا
يكسوه سواد
عينان ذابلتان
وجنتان امتصهما الحزن
فم جفت حمرته
لم أعرفني
أنظر أكثر فأراني مثل
زهرة فيحاء
بوجه دائري
عينين لوزيتين جميلتين
وجنتين ورديتين
ثغر ممتلئ و شهي
أنظر مرة أخرى
أراني وجها شاحبا
شحوب جثة
عينان منغلقتان
فم رتق بخيط لا مرئي
أبتعد أكثر ثم أنظر
أراني حورية بحر
ترنو إلي
في عينها اليمنى
دمعة تتلألأ
كالزمرد الريحاني
تنتظر قرصانا
يبحث عن شباب دائم
استبد بي الغضب
ابتعدت أكثر
صرت أنظر إلي
لم أعد أراني
صرت صفحة بيضاء
لا أجدني
غشي البياض عيوني
صرت ألمس جسدي
فتخترق يدي جسمي
أنا هنا و لست هنا
هذه يدي
لكن أين جسمي ؟
هل امتصته المرآة ؟
هل غدوت شفافة ؟
عدت بقرب المرآة
لم أعد هنا
أصبحت في الهناك
كيف أُخرِجني من المتاهة ؟
و أعود لنفسي
أمد يداي
و أدعوني للعودة
تصفدان
وراء ظهري
و أمكث هناك
فجأة
امتدت يداي
من وراء المرآة
تطبق على عنقي
تخنقني
أنا
أقتُلني
ADVERTISEMENT