الشاعرة نائلة أبو طاحون/فلسطين
أسْـرَجتُ حَـرفِيَ واسـتَعَرتُ مِدادي
وأرقـتُ دمـعِيَ مـن غُـيومِ حِـدادي
ونـقـشتُ فــي رَقّ الـزمـان تـوجُّعي
بــيـراع حــزنـي والــدّمـوع زنــادي
شــيّـدتُ لـلـحـزن الـجـليل مـديـنةً
وأقــمـت فـيـها صَـحْـوَتي ورُقــادي
ومـكثت فـي كـهف الـمواجع عـلّني
أغــفـو لأصــحُـوَ والـسّـمـاء تــنـادي
فــأراك مــن حـور الـجنان حـبيبتي
أســعـى لـقـربك والـسّـرور جـيـادي
لــكـنّ مـــن بـالـحُـلم أســرج خـيـلَهُ
ســيـسـيـر دهـــــرًا دون أيّ مُـــــراد
فــأعـود أنــسـج مــن دعـائِـيَ حُـلّـةً
وأوازن الأحــــلام فــــي أضـــدادي
…….
عـــمّ الــظـلام وســـاد كــلّ ربـوعـنا
مـذ فارقت شمس الشموس وهادي
وكـآبـة فــي الـليل تـرقُد فـي دمـي
لــتــؤازرَ الـنـبـضات فـــي إرفـــادي
لـلـحـزن طــعـمٌ لـــم أذقــه بـغـيرها
ومــــرارةٌ قـــد عـشّـشـت بــفـؤادي
……..
هـــا قــد رحـلـت وبــتُّ نـهـبًا لـلـدّنا
ونــكـأت جــرحًـا لــم يــزل بـضـماد
وتَـرَكْـتِـني لـلـحزن يَـنْـخُرُ أعـظُـمي
كَـدَبـيبِ نَـمـلٍ فــي لَـحَـى الأعــواد
بـالـدّمـعِ أشــهَـقُ والــفُـؤادُ مُــحَـرَّقٌ
والــنّــارُ تــأكــلُ طــارِفـي وتِـــلادي
انـــا هـــا هُـنـا قـلـبٌ تـصـدَّعَ رُكْـنُـهُ
وَتَـزَعْـزَعَـتْ فـــي بُـعْـدِهـا أوتـــادي
أوّاهِ مــن وَجَــعٍ تَـجَـذَّرَ فــي دَمــي
وَنَــمــا بِــسَـفـحِ الـقـلـبِ والأنْــجـادِ
أوّاهِ يـــا وَجَـــعَ الـقَـصـيدَةِ حـيـنَـما
تَـجـثو الـحُـروفُ وحُـلـمُها اسْـعادي
تـخضَرُّ صـحراءُ الـحُروفِ وتَـنْتَشي
فــي طُـهْـرِ أُمّــي تَـرْتَـجي إنـشـادي
لــكـنّ لَـــوْنَ الــحُـزنِ رَوَّعَ أسْـطُـري
فَــبَـكَـتْ حُــروفــي دونَ أيّ مِـــدادِ
لَـهَـفي عَـلَـيْكِ وأنــتِ طُـعْـمٌ لِـلـثَّرى
والـــمــوتُ كَــــأسٌ مُــتْــرَعُ الأوْرادِ
يـا قـبرَها والـشَّمسُ تَلْتَحِفُ الدُّجى
هَــــلّا أنَــــرْتَ بِــنــورِكَ الــوَقّـادِ
هــلّا ألَـنْـتَ الـتُّـرْبَ تَـحـتَ وِسـادِها
وَنَـثَـرتَ عِـطْـرَ الــوَردِ فــي الألْـحادِ
قد بُحّ صَوتُ الشّوقِ يَنْدُبُ وِحْدَتي
والـطّـفْـلُ فِـــيَّ مُـعـانِـدٌ وَيُــنـادي
أشْـتـاقُ صَـوْتَـكِ حـينَ يَـلْهَجُ بـالنِّدا
ويُــطَــرِّزُ الـكَـلـمات فـــي إســنـادي
سَـيَظلُّ حُـبُّكِ فـي الـحَشا مُـتَمَلِّكي
وَيَظَلُّ حُبُّكِ مَوْرِدي وَحَصــــادي
وأَظَــــلُّ رَهْــنًــا لِـلْـحَـنـينِ وَلِـلـدُّعـا
مـــــا لاحَ بَـــــرقٌ أوْ تَـــرَنُــمَ شــــادِ
ADVERTISEMENT