ذ. عبد العزيز أبو شيار
كأميرةٍ لبست جواهرها الثمينةْ
بسطت شراعا للسفينةْ
وتسلَّلت من ثغر أنفاس الربى
لا ترتدي غير الحديقة والأغاني
والأماني وأكاليل الزهور
هي الخصوبة في مزاهرها
بما جادت به هذي المغاني
كأميرةٍ نظرت إلى مرآتها
واسترسلتْ في الكحل عيناها
حملتْ جلال الكون في هذا المدى
وبَدتْ تغازلها الكواكب والنجوم
ورأيت أنَّ البدر نام بكفها في هالة
كي يمنح الأمل الوشيك إلى وعود ترتجى
تهفو اشتياقا في تباريح البعاد
وحديقة خضراء تنتظر الأميرة في الصباح
ما زال طائرها يغرد مستحما في البلل
شهقت قصيدتها كمانا
في دهشة الطفل اللعوب
وتشتهي شفتيه عذب القبل
كانت ضفائرها سنابل
والأرض حقلا من ورود
أوحى لها الإغراء
أنَّ الشمس تشرق في لقاء
وأميرها احترف الغناءْ
صدحتْ أغانيه مقاما للصبا
متحرقا وعليه عطشة بنها
لا ترتوي من ها هنا أبدا بماء
فتقربت منه السماءْ
هي لن تعود كراحله
هذا المغني عاد معتصر الفؤاد
تهامست في رعشة الماء الرواء
كالليل إن كشفت رؤاه إذا أضاءْ
كالروحِ كالصوتِ البعيدِ عن النداء
في رعشة ..في دفقة الماء المطرز بالجنون
أترى نطير معا إلى حلل الضياء ؟؟
ADVERTISEMENT