بقلم الشاعر محمد الزهراوي ابو نوفل/المغرب مع تعقيب الاستاذ غازي أحمد أبو طبيح/العراق
كانت
وَحيدَةَ البَحرِ
زَهرتَه المائِيّـةَ..
أوَزّتهُ البيْضاءَ.
تغرقُ في مِياههِ
ولا تبْتـل ..
تحْنو على النّوارِسِ
التي ميزتُها حُبْ.
حتّى إذا زارَها
طائِرُ الرُّعْبِ وليْلٌ
طائِفـي ..
كسَرتْ مَراياها
وأوانِيَ الشّايِ..
فباعتْ خيْمَتَها
لِلرِّياحِ ..
مَشَتْ تُواجِهُ
مَصيراً صَعْباً..
ولم تأخُذْ مِن أشْياءِ
زينَتِها غيْرَ أُغنِيةْ :
البواباتُ أنا
وكُلُّ البِحارِ..
كلُّ الْمَمَرّاتِ تعْبُرني
تَمُرُّ بـي كلُّ
السُّفُـنِ إنْ
ساء الطقْسُ واخْتفَتْ
نَجْمـةُ السّاحلِ
كُلّ النّوارِس مَرْفؤُها
عيْنايَ إذا مـا
عضّها الـْجوعُ
وغالَبَها الْبَرْدُ..
أوِ اجْتاحَها إلى
الدِّفْءِ حَنيـن.
هُنا تَجِدُ الضّوْءَ في
باحة قلْبي ولـمـــّا
ولَمّا يهْدإ البحرُ تحت
سماء ليل طويـل.
هُنا تكْتبُ رَسائِلَها
ويأتيها البَريدُ مِن
وطَنِ الأصْدِقاءِ وَالأهْل.
هنا تتَبادَلُ العِتابَ..
وتنْسى خِذءلانَ
العشيرةِ والتَّعب ..
والذينَ طارَدوها
في الْمَحَطّاتِ
أغلقوا َدونَها شُقوقَ
الأحلامِ كَسَروا في
وجْهها الْمَرايا
وأحْرقوا ظِلالَ أشجارٍ
كانتْ تَأْلَفُهـا..
لَـمْ يتركوا غيرَ صَليبٍ
يمشي بِلا ظلٍّ
بِلا جُثةٍ على
قارِعَةِ النـارِ..
إلى قبائل تختَنـِقُ
في ليلٍ عربي!
رأيتُها عِندَ جِدارِ
الموْتِ سَيِّدةً شاحِبة.
لا يكفُّ عنها
النّزيـفُ تُمْسِكُ زهْرَة
عبّادِ الشّمْس.
ولَـم أيأس لا
بدَّ أن تأتِيَ يَوْماً
فَتَعـودُ كمـا
كانت مبْتهِجة.
وأدعوها لِلشّاي
فتقْرأ أشْعارَ مِحْنَتِها
في ليل الطوائفِ
والطبَقـاتِ..
وغِرْبانِ النفْطِ عليّ.
وننْأى في السكونِ
يعود لَها الورْدُ
وأَقْمارُها القتيلة.
تعود لَـها الأغاني
على أن يكون الْهَوى
اليوْمَ إليّ ؟!
محمد الزهراوي أبو نوفل
تعقيب الاستاذ غازي احمد ابو طبيج
لانملك معك الا ان نغني بمزاج مركب من مرح حزين..
ربما هو على طريقة( الطير يرقص مذبوحا من الالم)..
انما لاسبيل الى الهروب او التهرب من لفتة عميقة منجذبة عميقا الى هذه الاسلوبية المعمارية الرائعة لكتابة النص ..ولطالما ذكرتني بدعوة ..(دادا)..لان تكون المفردة..(نجمة على الورق)..
ولايتم ذلك الا وفق هارموني تحليلي سايكولوجي شديد الارتباط بموسيقى المفردة والتركيب والمقصور تناسليا حد ( الدوزان الفذ)..
طبعا لايمكن الا لمن يملك رهافة روحك الحركي الشديد البراعة بطريقة (رقصة البجع)..او اسلوبية رذاذ المطر..وربما نوع من الشلالات الهادئة الانسياب ..
اما تمكينك للهدفية من ان تحل في جسد الموسيقى فيصير الالتزام الموضوعي سكر قهوة ذائب يسهم في توفير اعلى مستويات الاقناع في الاداء الفني العام والتفصيلي معا..
هو شلال عسل ناطق ما نقراه لك حتى اللحظة ايها الزهراوي الشاعر..الشاعر.. الشاعر..والسلام
غازي أحمد
أبو طبيح الموسوي