من ديوان” وللشعر نبرات سبحت في اللاوجود” للشاعرة والكاتبة لطيفة الغراس/مكناس
وقلت للزمان عُدْ بي
ولكن دعني أقفز
بين الخطوات وأنظر الأرض
وأنا على جناح يقبِرُ الساعات
ويدفن أياما اغتُصِبت
وقد عدّتْها عقارب تهزأ
في حركات ترصد الأنفاس..
عُدْ أيها الزمان وكن رقيقا
لطيفا يمسح هنيهات
من ذاكرة ترفض أن تتنكر
لوجود يتنمّر دون إذنٍ
وكيف للروح أن تضحك
من جسد يسير ولا يتوقف
تدفعه أحلام مفتوحة
وهو يقول ليت الزمان يعود
وأنا أقول: للعودة شروط
كيف أسبح وكيف أُسرّع الخطوات
كيف لي بعدوى القهقهات
كيف يكون الهجوع بالأحلام
والنحل لا تتعبه المدارات
كيف لا تتسارع الدقات
والقلب يئن وليس من الأفراح
أنظرُ النّعمَ وأقول ربي
حمدتك وأنا لا أشبع
وأحصي عالق الأمنيات
وأعود إلى أحلامي
وأستفيق على معصم
يرفع يرفع فأسا
ويصبح العيد مملكة
حط بها نبات الشيطان
يفتح أفواه النار
ونراها أضواء احتفال
كيف للأعمى أن يرى
الستائر السوداء
وكيف له أن يترنم بالأحزان
والجزار بمعطفه الأبيض
لا يدري كيف تلونه الآهات..
تبّاً للأيدي تنثر الدماء
وتصفق للأرض الحمراء
وماذا لو تذكرت أن قهر الإنسان
حكاية تلتف وتعود
لتخنق كل من تجبر..!
في سيدي رحال بتاريخ 27.07.2020
ADVERTISEMENT