بقلم: زهرة الغضبان / تونس
تنهد في نغص ،أدار عجلة كرسيّه المتحرّك،به رغبة غامضة للبكاء ،للسكر للغيبوبة عن الوعي،لم يجسّد يوما دور الضّحيّة ورغم إصراره على إخفاء الماضي، استرجع بعض الرؤى ولاحق أسمال ذكريات تراكم عليها غبار النسيان. واصل رضوان دفع كرسيّه المتحرّك في حاجة ماسّة للإنفراد بنفسه ولم يجد من ملجئه مخرجا سوى أن يتصنّع البكم ويلتجئ للتّعبير الإيمائي .عزمه ضميره على كأس شاي ممتحنا مشاعره وفتح له باب الذكريات على مصراعيه ولم يغادر منها كبيرةولا صغيرة الا أحصاها {غادة) غادة إسم عادت به ذاكرة أيام منسيّة ذكراها مبعث ألم إحدى ضحاياه اللواتي يهيم بهن حينا وينبذهن حين يشبع شهوته.كثيرات اللواتي تناوبن على سريره.غاده شخصيّة فوق العادة شكمت جرأته منذ البداية ،تحمّلها على مضض مدرك أنها ستنصاع لمشيئته،ويظفر بها عن طواعيّة كمثيلاتها مستغلا فقرها .تبيّنت غادة نواياه ورمقته بنظرة شزراء وباقتضاب قالت:” لو كان الزّناء هدفي ما أدرجتك في قاموسي.” ولم يكن الرّفض بالشيء المألوف عند رضوان ، وأخرج من جيبه قلما وصكّا بنكيّا ظنّا منه أن المال ظمانته في النّصر…….”.مري ”
حياتك
صك على بياض ماذا قلت ؟؟؟
قلت حياتك ألا تراها ثمنا عادلا؟؟ لو قضيت حياتي عانسا متبتّلة مانسقت في تيّار هواك ولا تلك الهوّة التي الّتي تنزلق فيها أقدام النّساء .
تتصنعين لنفسك مهابة كاذبة من أنت ؟؟؟ لم تقف في وجهي أنثى
أنت ومالك الحرام بالنّسبة لي لاشيء
سكت رضوان وفي صمته تهديد.أشعل سيجارة ليعدل مزاجه وخاض غمار التّحدّي ورأى أنّ لابدّ من كسر شوكة كبريائها والتقط لها صورا وبصفة محكمة وضع الرّأس على أجسام عارية واستثقل سكرا ومن فرط اضطرام الشّهوة والنّفس الأمّارة بالسّوء يلج به الشّوق للإلمام بها احتواها بين ذراعيه ولم يكتفي بتقبيلها كمّم فمها بيده ليكتم صوتها وهدّدها بالصّورو لو أتت بأيّ حركة أو صوت وأرغمها على احتساء الخمر حتّى بدا لها من فنون الإنبساط ما لا يتصوّره العقل و أصبحت كالعجينة المطاوعة
خاض رضوان في عالمها الغريب وتفنّن في فجور الحياة وقبل انبلاج فجر الحقيقة طلقت غادة قيود العذرة وروابطها والت إلى ماالو إليه صديقاتها واختفت من الزنقة والعمل ولم يقف لها أحد على أثر .
مرّعلى الموعد أكثر من ثلاثون سنة ونسي رضوان الصور القديمة والخطايا
بالقرب منه جلست تحتسي قهوتها وقصد اغرائه تضع احدى ساقيها فوق الأخرى حتى يكاد يبرز ما كان خافيا ورمقته بنظرةمثقّلة بالوعود لاتخلو من كيد النّساء وتتبعها بضحكة بغمزة .ورغم العمر الهارب لم يحال رضوان بعد على التقاعد العاطفي ،زحزح ربطة عنقه وسكر بكحل عين استطال بمفعول الكحل وتواعدا بالنظر ولم تمضي برهة من الزّمن الا وكانت لجانبه بالسيّارةوغدى المقود ألعوبة بين يديه .داعب رضوان عنقها فلم يجد منها أي نفورومالت إليه فرسم بتوقيعه قبلة على خدّها وتواعدا باللقاء ليلا.وتحت جناح الليل تسلّل رضوان إلى الزّنقة الرّاقية اللتي لا يجرؤ على دخولها نهارا يتوثّب في مشيته تنازعه رغبة مستميتة.دفع الباب الموارب بحذر فاستقبلته لافتة كتب عليها من شابه أباه ماظلم ،طاولة عليها من أرقى أنواع الخمر ولاحت له حبيبته في قميص عار لاتصلب طولها لعبت الخمرة برأسها .تأمّل بافتتان جسمها المتناسق بتعاريجه وتضاريسه .فبأي عزيمة يجابه الموقف ؟؟عرف السّكر قبل الخمرواقترب مدفوعا بشهوة ليتحسّس المناطق المحجّرة.وبين الظنّ الشّائع والشّك القاتل فقد شهيّة الحب استند على الحائط فتح قميصه بزرّين وأثبت الشكّ باليقين إبنته؟ وحيدته المدلّلةسلكت منحدر الفجور .ترنّح رضوان ووقع وأدرك معنى اللافتة اللتي لم يكن لها أي معنى والمقالب اللتي كانت تحاك ضدّه .انتبه رضوان من شروده وكفّ ذهنه عن توالد الصّوروأدار عجلة كرسيّه بجنون فانقلب وبقيت العجلة تدور في الفضاء وسكن كل ّشيء.
زهرة الغضبان من تونس ولاية صفاقس معتمديّة الغريبة
تحصّلت هذه القصّة على الجائزة الثّانية في مسابقة القصّة في إطار الاقلام الواعدة بصفاقس في دورته التّاسعة