الكاتب هيثم سعد زيان / الجزائر
1-حين تغرق بك الأيام ، قد تتشبث ببصيص من حسن النية مهمل في ذاكرة القلب…
2-للعيون مطبات ، فحاذرها حتى و إن كانت العيون مطبقة على نهر من الوفاء….
3- للوطن نكهة ساذجة تشبه حيرة الأم و هي تنتظر عودة الإبن بعد منتصف الليل…
4- العقل له القدرة على تعلم كل اللغات أما القلب فلا يحسن إلا لغة التنهيدة الأولى…
5-لن أشاطركِ ذات الحلم ، فحلمان ساذجان أبقى من حلم لا يحتمل التأويل إلا مجبرا…
أوّلتك تسعا و تسعين مرة و كنت العصيّة حتى المرة المائة ، و بمجرد ما طرحتِ تأويلي
على مائدة استجمامك ، وجدتِني أعجُّ بذات الهوية و بذات الشبر من دم الأسخياء…
6- كل شيئ بقدر إلا الصدق فهو عين القدر…
قد تحتاج العين إلى نظارات كي تميز ظلال الأشياء غير أن القلب حتى و لو ضعف بصره
يبقى يميز أصناف النبض دون الحاجة إلى مكبرات مشاعر مصطنعة…
7-…لنتنابزْ بالألقاب إذن، شريطة أن نحتكمَ إلى العطّارين كلما دعوتكِ بـ:ياسمين و أنت
تتوسدين شروق الشمس في يوم شديد الفضول …
كلما وسمتكِ بـ: الخنساء و بالكاد تتجلّدين حين تدوسين على ظل شوكة تتحصن بهامة نخلة…
لنتنابزْ بالحروف و لنرتجلْ ، إذن ،ما لا يشاء الآخرون…
8-تتجاذبني وشوشات الأزقة و قدماي تحاوران مطبات الرصيف الجريح…
بعض التفاصيل تتشبث بذاكرة نعلي عندما توقّعُ خطاي على بياض . مررن من هنا على
استحياء ، يرددن صمت العرّافات و حذر العذروات ، لسن من ثلة القوم و لا من عوامه، مررن
…
حاملات غصنا من عبير الآت ، هن نسوة من هدير الأزقة ، على جبينهن وشم من قبلات
عابرة، و في عيونهن تسكن ألف ، ألف رغبة في التذكّر الجميل…
طوبى لزقاق عرّاب لمفاتيح الخلود…
9-هززت كل أشجار العالم و لم أحظ بحلاوة الطريق إليك…لكن ما إن هممت بهز دواتي حتى
قفز عبق سحرك من أبجدية شهريار…
لاأريد أن أنحتكِ على قارعة حروفي لأنك أسمى من كل مجسمات الدنيا…
…
كم وددت رسم شذراتك بألوان لا تحسن مغازلة الطيف..و كم …و كم …و كم…
أدركت و أنا أمارس هواية الغزل ، أنني و الطيف ، نقطتان على خد أفق جامح…
فعذرا ، أنا بدوي ، لا يحسن إلا رعي صدى الكثبان…
10-رجوتكِ كذا مرة أن تسمعيني لون فرحتك و أنت تمشّطين جدائل القمر…
أسّر لي القمر أنك حين تفرحين ، يزهر البلور و و تتعبّق صحراء كالا هاري و تستقيل
الموناليزا من شغف ليوناردو دفنشي…
فهلا منحتني شرف الاندماج ضمن ألوان تحفك النادرة؟؟؟
11-البعض يفكر و الكل يثرثر و نظرية ” القليل من كثير” أصبحت منزوعة الدسم . فعذرا
للكوليسترول إن كان لا يستهويه “القليل”…
12-أنا متعب و متعب أيضا ، لا يفصل بيني و بين اليقين سوى شبر من العذاب الجميل…
ربما لا يستهويكم عرضي ، لكن أعلم يقينا أنكم متعبون مثلي ، فما أجمل أن نتشاطر
سحر الشغف و حد اليقين…
13-حين تعزف الريح عن المجيء ، يصوم “دونكي شوت” عن التفكير…
المطاحن ، مزحة ظريفة في قاموس الجياع لا يفك عقدتها إلا هبوب شق تمرة عابرة…
14-العالم من حولنا و فينا يستقصي شذرات اللقاء الأوحد…
لا كان العالم و لا كان اللقاء…
نستجمع حيرة القصاصات و نحاول ضبط الصفحة متلبسة بعوالق الذاكرة..
يتأتى المستحيل و يضيع العنوان في زحمة بلا لقاء…
15-أيها الماثلون أمام مرايا جنونكم…لا تطيلوا التحديق ، فللمرايا حق التحفظ على مزايا
رشدكم العابر…
تتمتعون بظلال الجسد ..و بالكاد تتذكرون قوام الروح….
…
أيها المارقون ، الطاعنون في ألف خيبة و خيبة ، هلا أوصدتم قناديل الرياء …أريد أن ألقّن
صلاتي بقعة من وفاء…
أيها ” الأنا” ، جرّدْ عَلَمَكَ من ثياب اليقين…فالشمس لن تتنكر لشروقها غدا…
16-إن كانت لا تجدي ملامح الصمت التي تتقمص حروفي، فسأصرخ في وجه الحكمة و أبعثر
المسافات. أخبئ عدد السنين في قعر المجهول و أوصد أبواب الفضول. أفترش ما أمكن من
جسمي و أنام على أمل حلم الدراويش…
17-أيها المارّون عبر الوريد، لا تعجبوا إن وجدتم لون الدم شفافا…لقد منحت الحمرة لمن
يقتاتون بالصمود …
أيها القانتون في محراب الشغف، وحده الصبر يقدّر المسافة بين السوط و عبثية الألم …
18-العمر يمارس لعبة المد و الجزر عبر نفق أقصر من بسمة الرضيع…
19-أغسل جداوله برغوة الروح الناعمة…
أسكب كلي على براعمه الغضة كي يستحيل فيه العمر هودجا من عبق الروابي الثائرة..
أنا و هو و بعض قطع الليل الساكن بين ضلوعي، نصغي إلى حكايا الأطلال،
…
تتربص بنا عيون الصمت و يتلوع بداخل الحلم زمن شاحب،…
في صميم الآه ، نعبث ببقايا التجلد و نشرب بصيص النور ، …
لعل اسمه ينحتني على قائمة ” لا نريد منكم دواة و لا ريشة بوم أبكم”…
نعم…لقد عرفتموه ،،، هو بالذات , لا داعي إذن للإسهاب المفرط؟؟؟
20-صار جسمه غربالا تعبره الريح و أصناف الغبار غير المجمرك…
صار فزاعة لأرض بوار لا تنجب سوى الصمت المهجن،
صار ورقة نقدية مشبوهة ، يستنزفها تضخم القاعدين و القائمين ،
…
تتصارع على جبينها النقوش و خواتيم الأعمال…
صار موجزا على موائد المتشدقين،
و تفاصيل يمضغها النمامون عقب و بعد كل صلاة ،،
لكنه لن يكون أبدا بردا و سلاما لأنه صِيغ من بردة بركان جريء…
21-العالم من حولنا و فينا لا يأبه لذاته ، يمارس لعبة الانتحار و لا شيئ سوى الانتحار…
تسيل الدماء بألوان شتى تباهي حتى ألوان الطيف…و يستمر الركض حد الجنون..
لكن حين يتعمق الجرح و نكون على شفا زفرة من الانقراض ، نعلن حالة طوارئ
…
إستثنائية بحثا عن قطرة دم و لو بلون الشفافية المزعومة…حينها نصدم بحقيقة فعلتنا
المرة…تبدد مخزون الدم من كل الشرايين ….
22-اليوم فقط أدركت أن كل الدروب معطلة، هي بحاجة إلى من يسعفها و يرق لحالها….
فمن منا له القدرة على حمل الطريق و لو لمسافة زفرة واحدة…ألا يحق للطريق أن تتقاعد
مع القاعدين…
…
اليوم فقط أدركت أن القريب من العين ، غائب عن كل القلوب….
اليوم فقط أدركت أن المسميات بدعة لا تصل حد الكمال …
اليوم فقط …اليوم فقط…
23-الرتابة أشبه ما تكون بالتسونامي؟…و أخطرها رتابة الفكر..
تتملكنا الحماسة ، فنهتف و نهتف حد البحتة ، نصفق و نصفق حتى تتورم الأيدي و
ننسى أن كل شيء منوط بالصبر…ينتهي ثلث المشهد و بالكاد نحن على هامش تصور
لم يكتمل… فينتكس كل شيء…
24-نسافر فحسب على أثير النواميس و تقصر الرحلة كقميص نسي الخياط حدوده الاقليمية…
هو هكذا العمر يتوهج ليخبو كسراج هجرته ذاكرة الزيت..
هيثم سعد زيان