الكاتبة فرح عواودة / إربد الأردن
سَتلتئم جِراحُ الشوقِ فينا ، يبدأُ غبار الحنينِ يداهمُنا فتسقط الدمعاتُ المكبوتةُ منذ زمنٍ رغمًا عنا ، يرحل الحزن الأسود مودعًا قلبينا،و تخرج ندفات التعب، الألم من أجسادنا، فتبدأ ملامحنا بالتوهج من جديد فيعود إشراقها من بعد إنطفاءها و زهوها من بعد ذبولها ، و يأتي الفرحُ بخطواتٍ متراقصةٍ بلهفةٍ فيداهمنا فينشر أهازيجه من حولنا ، فننسى العالم ، و تزداد نبضاتنا جنونًا، تسارعًا حتى تكاد تسمع، فيصمت الكونُ بأكملهِ و تبدأ الحانِ الحبِ تغطي المكان، فتقف أمامي كالأبله يُكسر كبريائك و عيناكَ يغرقهما الحب فتتوسع حدقتهما وتبدآن باللمعان أما أنا فالخجل سيغلب على أمري فستكون نظراتي إليكَ حانيةً خجولةً مرتبكةً فأشيحُ بنظري بعيدًا عنك بكل حياءٍ و خجلٍ ، لكني أثبت أمامك أظل واقفةً في مكاني فأفقد حركة جسدي أقف بلا حراك، و حينها سيكون إعترافًا لا مثيلَ لهُ إعترافًا صادقًا نابعًا بليغًا من الأعين و إن لم يصطحب بلغةٍ فتعترف يا سيد الرجال يا يوسفي الجمال يا عثماني الأخلاق، بأنني حبيبة قلبك ، تاجًا على رأسك رغمًا عنك، تلك التي أشابتك بأفعالها، أفقدتك عقلك بجنونها، التي لا تنسى ولا تعوض بإمرأةٍ أخرى، قصيدتك التي عجزت عن فهم مغزاها و إيجاد حل لها، جملتك التي عجزت عن إعرابها، بيت شعرك الذي عجزت عن تقطيعه…،
فإذا العيون تحدثت، تلاقت نطقت كل خلجات القلب،
فالعين ابنة القلب و القلب لا يكذب يظهر ما يخبئه في ابنته و الإبنة بعادتها مطيعةٌ بارةٌ لأمر أمها….
و اللسان ابن العقل و العقلُ يكذب بمهارةً فيظهر كذبه على معالم الوجه فتكون الكلمات معسولةً ملطخةً بالسم والإبن بعادتهِ عاصٍ لأمر أبيه
فالأعين أصدق اللغات لا تعرف للكذب سبيلاً غير سبيل قلبها…… غير سبيل قلبها…. !