بقلم الكاتب: ناصر ابوحيمد
اكمل الرجل العجوز كلامه:
“بعد ان هدأت من البكاء متأثرا بماتملكني من الم و شوق الى حبيبتي اكملت بقية الرساله”
“حبيبي، انا لا اريد وخاصة بعد ان مرت سنوات الفراق بيننا ان اسبب لك المتاعب، ولكني لم استطع ان امنع نفسي من كتابة هذه الرسالة حيث انني اعلم بانك ستغادر قريبا و قد اخترت ان اكتب الرسالة و اتركها في مكاننا المعهود لعلك تعود اليه لو كان شوقك الي كما هو شوقي اليك. فان كنت تقرأ اسطري هذه فذلك يعني بأنني استطيع ان اطلب منك طلبا اخيرا وهو ان اقابلك عند شجرة القمر. لقد تركت لك رقم هاتفي و سانتظر منك رسالة تحدد موعد لقاؤنا ان احببت و لك كامل حرية الاختيار في ذلك ولتعلم انني ساتفهم موقفك ان لم توافق ولتعلم كذلك بأنني لم و لن انسى حبنا ابدا”
“انتهت الرسالة وأنا في حيرة من امري فقد كان موعد مغادرتي في اليوم التالي و قد قضيت تلك الليلة دون ان يغمض لي جفن و انا افكر في اتخاذ القرار فقد كنت احترق شوقا الى لقائها وتجنبت كثيرا ان اطلب ذلك و اشغلت نفسي في ماكنت افعله بإجراءات وفاة والدي”
وهنا صمت الرجل العجوز عن الحديث. و تلفت الى المشدوه الذي كان ينتظر بشوق ما سيقوله:
“هذه هو القدر فنحن احيانا وان أُعْطينا حرية الخيار نصبح في لحظة ورقة في مهب الريح تطير بنا كيفما تشاء”
وفجاة قطع حديث الرجل العجوز رنين هاتف المشدوه و الذي ما ان قرأ اسم المتصل حتى تذكر بأنه قد نسي رفيقيه الذي وعدهما ان يلاقيهما في منزله.
رد المشدوه على الاتصال وتجنب ان يكشف عن مكانه وأخبرهما بانه في الطريق لمقابلتهما كما قرر. أغلق المشدوه الهاتف ثم وجه كلامه الى الرجل العجوز قائلا:
“لقد تمنيت الى ان استمع الى المتبقي من قصتك الا انني على موعد هام مع بعض الاصدقاء و لكن هل تقبل دعوتي الى لقاء اخر في منزلي أو في قهوة ؟”
فوافق العجوز وتبادلا ارقام هاتفهما واتفقا حينها ان يتقابلا في قهوة قريبة من منزل الرجل العجوز في مساء اليوم التالي.
غادر المشدوه المكان متوجها الى سيارته وانطلق في طريقه الى لقاء رفيقيه.