ناصر ابوحيمد “الفينيق”
التفت الى الرجل العجوز محاولا ان يدفعه لذكر سبب تعلقه في شجرة القمر فسأله:
“ما هو الذي جعلك تعود الى هذه الشجرة؟”
رد العجوز بصوت مضطرب:
“عندما كنت شابا اصغرك بقليل، التقيت بفتاة جميلة تقيم في الجوار و قد تعلقت بها كثيرا ، كنا نهرب من منزلنا و نأتي الى هنا نقضي وقتاً رائعاً في الحديث و الاستلقاء تحت نور الشمس والتمتع بدفئها ثم اصبحنا نأتي في وقت اكتمال القمر وكانت تلك الايام من اسعد ايام حياتي”
اثار المشدوه الفضول لكي يعرف المزيد نظراً لتشابه ماحدث معه مع ما رواه العجوز فطلب منه ان يكمل قصته:
“لكن الايام لم تترك لنا لنستمر في السعادة التي كنا نعيش بها فقد أُرغِمَت على الزواج من قريب لها يقيم و يعمل في الخارج وقد كنت طالباً في الجامعه وغير مستعد للتقدم و الزواج منها فتزوجت و غادرت معه تاركة من خلفها فقط قلبا جريحا ومشاعر و وذكريات لا تموت. لم يمض وقتا طويلا قبل ان اكمل دراستي فعملت في العاصمه ثم تقدمت الى وظيفة في الخارج و غادرت دون عوده”
صمت العجوز لحظات وقد تملكه الحزن مرة اخرى ثم قال:
“كنت اعتقد بانني ساستطيع نسيانها و قد أقع في الحب مرة اخرى و قد ألحّ والدي ووالدتي علي بالزواج من أي فتاة من الفتيات اللاتي كانا يعتقدان بانهن مناسبات لي، الا انني كنت دائم الرفض لعدم قناعتي بالزواج التقليدي.
مرت الايام و على الرغم من عدم استطاعتي نسيان حبيبتي، تعرفت على احدى الفتيات وتزوجتها من اجل ان انشئ عائلة و هذا ماحدث. ولكني في لحظات التأمل و الخيال كنت اعود الى هذا المكان و اتذكر جميع اللحظات الجميله التي كنت اقضيها هنا مع حبيبتي”
توقف الرجل العجوز عن الحديث و نظر الى شجرة القمر ثم اكمل حديثه:
“واستمرت الحياة و انجبت زوجتي لي ولدين قبل ان اقرر ان اعود الى الوطن عند وفاة والدي، حينها حدثت المفاجأة التي لم اكن اتوقعها”
تنبه المشدوه و ركز انتباهه لما سيقوله الرجل العجوز