ناصر ابوحيمد “الفينيق” في ٢٠٢٠/١/٢٥م
امتلأ قلبه بالمزيد من الفرح و هو يقود سيارته وسط الحقول كالبحار الذي يمسك بشراعه في بحر مليء بالحوريات التي تتراقص وتقفز في بهجة لتزفه الى احضان حبيبته التي تتوق الى لقائه. كان يستمع الى صرخات السائقين يلعنونه بسبب قيادته المتهورة لسيارته على انها اغنيات واهازيج. لم يكن ليهتم لاي منهم حتى و لو ادّى ذلك الى نهايته فهو لن يسمح لاحد ان يخرجه من لذة الاحساس في تلك اللحظة. اخيرا بدت له ملامح تلك الغابه التي تجاور شجرة القمر. تسارعت دقات قلبه و هو يتذكر اول لقاء له مع حبيبته و كيف اختطفها بسيارته و اصطحبها الى تلك الغابة. كانت تلك هي المرة الاولى التي يقابل بها ايضا شجرة القمر. ثم توالت بعدها لقاءاتهما حتى انتهى الامر باختفاء حبيبته دون اي أثر. تملكه الكثير من الغضب و هو يتذكر والديه و هم يخبرانه باستحالة ارتباطهما معا وزواجهما حيث توجد تلك الهوة التي باعدت بين الكثير من المحبين. ولكنه لم يكن ليكترث بتلك الاسباب فذلك هو العقل الذي لا وظيفة له الا اختلاق الاسباب التي تفرق ولا تجمع. اما القلب فلا يعي الا لما يقرب و يجمع بين الناس. اوقف سيارته في نفس المكان الذي يخفي فيه سيارته كما هي العاده وسار في طريقه بين اشجار الغابة. كان المساء قد اقترب و بدأ الظلام يوزع غطاؤه على المكان ولكنه لم يهتم فقد كان القمر هو منارته و النجوم هي مصابيحه. بدت له شجرة القمر من بعيد و كأنها تحتفل بقدومه. كان يعيب عليها بانها وحيدة بعيدة منفردة عن اشجار الغابة الاخرى ولكنه يعلم بانها هي الام التي تحتضن اولادها و احفادها وهي تقبع في هيبة بعيدة عنهم بينما هم يلهون مع بعضهم و يتعانقون عناق الاسرة الواحده. “آآه و اخيرا” قالها و قد استشعر الكثير من الراحة و هو يستلقي في المكان الذي كان يعانق فيه حبيبيته في شوق وألم.