ناصر ابوحيمد “الفينيق”
خرج مسرعا من بوابة المطار و لكنه تذكر امرا فعاد ليشاهد تلك الشاشة التي تظهر مواعيد الرحلات. بحث عن طائرته ولكنه لم يجدها. صرخ في داخله:
“انها كذبة نيسان ايها المعتوه ولن تجد رحلتك وسط جميع الرحلات”
عاد يبحث عن رفيقيه:
“أين هؤلاء الاوغاد؟”
صرخ في رأسه وهو قد تذكر بانه قد اعطى مفتاح السيارة الى رفيقه بعد ان اعتقد بانه سيتجاوز بوابة الدخول الى منطقة المغادرة. ظهر له رفيقيه و هما هناك بجانب والديه.
كان الجميع ينظر اتجاهه بذهول. تجنب النظر الى عيون امه و قال لرفيقه:
“اعطني مفتاح السياره”
حاول رفيقه ان يثنيه عن عزمه و يذكره بانه يجب ان يرافق والديه في المغادرة، الا انه صرخ فيه مرة اخرى و طلب منه المفتاح.
اخرج رفيقه المفتاح من جيبه و سلمه اياه دون اي كلمة و قد تجمد الجميع لما شاهدوه في وجه من ملامح الغضب و الجنون.
كان الجميع يلاحقه في النظرات بعد ان علا صوت صراخه و هو يغادر بوابة المطار منطلقا الى موقف السيارات.
بدت له زهرة نيسان و كانها طيف حوله وهج من نور. ابتسم و اخذ يلاحقها كفاقد الرشد ثم عاد الى وعيه و ادرك مكانه فتوجه حيث تقف السيارة.
انطلق مسرعا ولكن تذكر انه قد ترك رفيقيه داخل صالة السفر مع والديه. استدار عائدا و لكنه قرر ان لا يغادر السيارة. و فجأة اعترض طريقه رجل كان يحاول ايقاف اي احد ليقله. توقف و تحدث اليه من نافذة السيارة:
“هل انت مجنون؟ لقد كدت ان ادهسك ايها الغبي”
نظر اليه الرجل نظرة الاسف و فتح باب السيارة و دلف الى جانبه. اوقف السيارة جانبا و كاد ان ينزل ليلقى بالرجل خارجها، الا ان الرجل امسك ذراعه و قال له و هو يستعد الى النزول:
“انا ساغادر و لكنى اريد ان اعطيك نصيحة”
نظر اليه و هو ينتظر في ضيق ماسيقوله الرجل:
“وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه و بالوالدين احسانا”