ناصر ابوحيمد – “الفينيق”
خرجت من بوابة السفر. كانت تنظر في كل مكان و تكاد عينيها تتوه في وجوه الاخربن. كان ينظر من بعيد و هو يتألم لانه لم يكن يريد ان يسافر في تلك الطائره. يتخيل زهور نيسان. تلك الزهور التي تملأ الحقول.
كان يرغب أن يتمزق عن المه. لم يكن جاهزا بعد ان يواجه ذلك الكابوس المرعب الذي طالما رغب ان يهرب منه. ان يذهب حتى الى الجحيم وان لا يعود اليه. و لكنه كان يعلم بانه عندما تذوب اسباب الحياة فليس له حل اخر سوى العوده حيث يناوله الشيطان ذلك الاكسير الذي يجب ان يشربه و هو كاره لكل ما حواليه قبل ان يكتسب روحا اخرى غير التي توفت عند اول شربة.
لقد نجح ان يتجنب تلك النظرات. نظرات الام الحائرة التي تبحث عن ابنها وسط الزحام. اخذ يصرخ من بعيد:
“امي انها كذبة نيسان! انا لن اسافر معكم انت و ابي. لقد قررت ان ابقى لكي استنشق زهور نيسان التي تنتظرني و بعدها ربما سأعود”
كان يعتقد بان القدر يطلب منه البقاء، ربما و لكنه كان مجرد حلما لا يلامس الحقيقة بشئ انها كذبة في زهرة او زهرة في كذبة نيسان.