الدكتور وحيد اللجمي/صفاقس تونس
عندما كنت طفلا صغيرا كان لي اعتقاد غريب عجيب، كنت أعتقد أنه عندما تموت الأم تحمل معها أطفالها الى عالمها الجديد ولا تتركهم بعدها في عالم لن يكون الا موحشا حزينا، وعندما كنت اصادف أحد الرفاق وأعلم أن امه متوفاة أصاب بالدهشة والحيرة وأتساءل عن سر بقاء ذلك الطفل الصغير بيننا بعد رحيل امه، كنت أتابع تحركاته وسكناته لعلي أكشف عن ذلك اللغز المحير والسر الدفين.. لم أكن اظفر بجواب يسكن حيرتي ويبدد يأسي ويشفي مطمعي.
مرت سنوات ليست بالطوال ورحلت في غفلة من أمري من كانت تؤنس وحدتي وتمسح الدمع من مقلتي وما كنت طفلا لاستسلم لما تبقى من معتقدي ولا شابا لاحزم أحزاني واوصال الدرب بمفردي.. وعدت من جديد لابحث عن سر بقائي بعد أن قطعت الاوصال بيني وبين مهجتى وتناثرت أشلاء قلبي بين المشرق والمغرب.. فكانت تهمس لي في كل مرة من حيث اسمعها ولا نلتقي وينكشف على الاطلال همسها ثم وفي طرفة عين يختفي بانها قد تركت لي أحلامها وامالها وااتمنتني على سر وجودها في غيابها وأن الزرع في حديقة البيت هو زرعها وأن الوردة الحمراء على وسادتي هو من طرزها فان حملتني معها من باحلامها تحقيقها ومن بالزرع في حديقتنا سقيها ومن بالوردة الحمراء على وسادتي عشقها ومن يحمل في الملحمات العظام إسمها..
رحمها الله ورحم جميع الآباء والأمهات الأحباء منهم والأموات..