الكاتبة أ. فوزية التدري/سلا
“حلم على صهوة جواد”
تفقدتني أمي في الحلم مرتين. مرة أخرجتني من الليل إلى النهار كي لا أفقد أسناني الأولى في حلكة الظلام.
وفي المرة الثانية أنزلتني من على جوادي وأنا احارب في معركة قديمة جدا ولاتنتهي، أحارب بشدة أكثر من الرجال. أخذتني إلى سهل فسيح وألصقت لي ضفيرتين طويلتين ووضعت بعنقي عقيقا مبهجا ووهبتني كيس دموع وفي ختام الحلم، علمتني كيف أذرفها في بعض المعارك. ليست الأسلحة من نار وحديد في جميع الأحوال . هكذا قالت أمي وتركتني في منتصف الحلم.
“شيء من الموت كثير من الحياة”
كانت يدي بعيدة مني عندما سقطنا منهزمين. كنا ننظر لبعض بحب وشفقة بينما العدو بيننا. خلفت يدي ندوبا عميقة في الأرض وهي في طريقها إلى المعتقل فقد تظاهرت بأنها ليست لي ، كانت تلك آثارها للوداع و دليل العثور عليها إن نجوت أنا. بعد يومين التقينا في زنزانة واحدة تلاصقنا وتعانقنا وكأننا لم نفترق، لم ننهزم ، فباشرنا في وضع خطط نضالية جديدة وكأنني لم أسقط في المعركة وكأنها لم تترك أظافرها في ندوب الأرض.