الأستاذة نجلاء عطية / تونس
بعد سنوات من الموت السريري، فتحت عينيها….تلك لحظة أفرغتني من الحياة التي مرت عليّ دونها…تلك لحظة أفزعتني وأنا أشاهد عن كثب انبعاثها من جديد…رحلت عني إلى رحيل أشدّ قسوة من الموت وتركت لي ألغازا أكثر من كل الثروات…مرت الفصول دون أن أعد السنوات…سهرت أطول من الليالي لأنجو من الكوابيس وسافرت أبعد من النسيان ولم تخنّي الذاكرة …
احتفظت بأشيائها ملونة كما تحب ..رسمت ابتسامتها على شفتي بإتقان علها تحن إلى نفسها لو مرة تراني …أستيقظ كل يوم على وجع جديد…آكل ما تشتهي فلا أشبع…أزور أماكنها ولا أعود ، أتطلع إلى آفاقها فينبت في المدى سرو السراب …ألبس كعبها فيعلو ظلها ولا نهاية للطريق …أشرب من كأسها فيرتوي من ظمئي الحنين …أقلّم أظافري لأبعد عنها الشياطين …أسرّح شعري بمشطها لأسرح بخيالي في تلك التفاصيل…تلك امرأة غريبة كثيرة العدد…استلقت ذات مساء على سريري .ونامت كطفل يتخلى عن كل أحلامه ولا يجد رغبة في البكاء…نامت أو ربما ماتت …رأيتها تكبر في الموت فصغرت في عيني الحياة….