الكاتب عبدالرحيم بيضون
مستلقيا ن على سرير واحد، فهي تشاهد مسلسل “العشق الممنوع” وهو يتأمل في
وضعيتها المثيرة للشهوة’، فرغب في الدفيء الحميمي، فبدت متجاهلة ناسية موعدهما
ساهية في تخريجات بطل المسلسل الوسيم مع عشيقته الناعمة الهيفاء.
فاقترب منها، فانسلت منه برقة قطة مديرة ظهرها كي لا تفوتها لقطة من المسلسل، حين
تعذب العشيقة عشيقها بنظراتها الشهوانية، والبطل يتلذذ بتعذيبها إياه، يزداد حرقة ولوعة
تلهب المتتبعات.
فاقترب منها أكثر وأخذ يداعبها بحنان، فأراد أن يقبلها فامتنعت، ثم اراد أن يضمها
الى صدره فامتنعت، ثم أراد أن تشاركه فامتنعت. فأعاد المحاولة واخذ يمرر يده على صدرها
وجسدها لكنها بقيت متخشبة بلا حراك ولا احتكاك ولا كلمة طيبة تعيد الروح وتوقظ النفس، مأخوذة
بالبطل الذي أخذ يتصابى وراء زوج عشيقته الذي رباه. فنفذ صبره وأخذ يجذف لوحده، وهي في
حالة خوف شديد، وحذر أشد من أن يزرع فيها بذوره. فيضطر لسله قبل الرعشة الأخيرة مخنوقة
الرغبة، قليلة المتعة. وانتحرا على أجنحة الرغبة. فنظر اليها بدون جاذبية. وهي بدون
إثارة هامسا:
– مساء فاقد للطعم والرائحة واللون…
– اسأل نفسك
– اسأل روحك. فهل كنت معي أم كنت مع بطل الفلم؟
– تعذبني أثناء جماعك، أنظر كيف يعاملها؟
– كنت بعيدة عني وإن كنت قريبة مني؟
– ليست لي رغبة هذا المساء
– وهل سنبقى هكذا إلى أن ينتهي المسلسل اللعين؟
– إنه يخنق الأنفاس…
– إنك تبالغين أكثر من لازم
وأدارت ظهرها لتنام ملهوفة لمعرفة مجريات الحلقة القادمة…فانتابه احساس فضيع يماثل
جنون فان كوك، وبول كوكان، وأنوثة البطل وسادية البطلة. ترجمه الى سؤال:
لما هذا الهجر والنفور؟ هل مني ام منك ام منا معا؟
تنهد تنهيدة -عميقة – واستلقى متقابلا معها، كمساء على سرير مهمل، وهما ينتحران على
أجنحة الرغبة.