بقلم الأستاذة مليكة غبار
انعقد الاجتماع عن بعد يوم الخميس 21 مايو عبر المسنجر وبغرفة صديقات العمر التي اعتادت أن تستضيف فيها السيدة لطيفة حليم العلوي ابتداء من الساعة الرابعة إلى الخامسة والربع.
أنجزت التقرير نيابة عن السيدة صفية أكطاي التي اضطرت مغادرة اللقاء نظرا لظروف خاصة ، وذلك بعد أن ألقت كلمة شكرت خلالها المشاركات وعبرت فيها عن إعجابها بمختلف التحف التي أثتت صفحة الغرفة قبل اللقاء بساعات ابتداء من تلك التي استهلتها هي (الأخت صفية) بنشرألبوم من ست صور لأواني عتيقة ورثت بعضها عن جدتها لأبيها ، مباشرة بعد ذلك شرعت المشاركات في الغرفة بنشر العديد من التحف العتيقة والمتنوعة التي اعتبرتها السيدة حبيبة لعرايشي مشجعة على التجميع لتأثيث متحف للأثاث المغربي التقليدي.
فبعد الترحيب بالحاضرات من طرف المضيفة السيدة لطيفة، تناولت السيدة أمينة الكلمة بربط اللقاء الحالي بموضوع اللقاء قبل السابق حول السعادة، واعتبرت أن لقاء اليوم الذي خلق نوعا من السعادة في النفوس بثراء التحف العتيقة الرائعة ومدى الطمأنينة التي تبعثها في النفوس خصوصا الوقع الذي تحمله هذه التحف في وجدان وذاكرة صاحباتها مما يعبر عن حسهن الفني الجمالي وارتباطهن بالثقافة المغربية، ثم هنأت جميع الصديقات على نجاحهن في الحرص على الحفاظ على ذاكرة الأسروالمغاربة على العموم.
من جهتها ركزت السيدة خديجة العسري على أن تجميع تلك التحف يعبر على الرغبة في حفظ الذاكرة وحب الثرات. وأدهشت الجميع عندما فاجأتهن بتحف أصبحت من عداد المفقودات، سواء منها تلك التي تم استعمالها في الماضي القريب قبل تعويضها بآلة التصبين الكهربائية وهي (الفراكة) أداة فرك الغسيل الخشبية، إضافة إلى أداة لم تكن أغلب الحاضرات قد علمت بوجودها وهي أداة قديمة لتسخين الفراش( نتمى أن ترسل صورها عبر الميسينجر) وكلمتنا عن الأواني التي أصبحت توظفها لاستعمال مغاير لوظيفتها الأصلية مثل أواني تحضير الشاي (الربايع) والتي حولت استعمالها لتقديم الحلويات وكذلك المهراز الذي حولته لحمل الأمشاط وآنية أخري كحاملة للمظلات..
وأكدت السيدة ثريا على احتفاظها بتحف تنتمي إلى منطقة الصويرة والتي تعتبرها كنزا ثمينا في حوزتها وأكدت على إعجابها الشديد بالتحف التي نشرت على الصفحة وتلك التي اطلعنا عليها مباشرة خلال اللقاء الحالي.
كما عبرت حبيبة لعرايشي على أن صور التحف شرحت صدرها وأشعرتها بنوع من السعادة التي تساهم في تبديد القلق الذي بثته في النفوس تداعيات جائحة الكورونا، وتمنت أن تزورها الصديقات ببيتها بمدينة مكناس بعد زوال الحجر الصحي للاطلاع بشكل مباشر على التحف التي تحتفظ بها هناك والتي لم تنشر صورها لتواجدها بمدينة باريس واكتفت بالمشاركة بمهراز خشبي صحبته معها ، وهو يحمل دلالات عميقة سواء من حيث الوظيفة التي كان يقوم بها أو بكونه مرتبط في ذاكرتها القريبة بسفر جميل إلى أوريكا. ولم تفوت حبيبة فرصة الكلام عما أثار انتباهها حول أنواع (ماركات)من الأواني الفضية المصنوعة بانجلترا والتي كانت تبصم باللغة العربية نظرا لكون المغاربة اعتبروا من أهم الزبائن الذين كانوا يقتنون الأواني الفضية الثمينة كما هو الشأن بالنسبة لبعض ماركات الحلي.
وقد تكلمت السيدة زكية عن العلاقة العاطفية الوطيدة التي تربطها بالأواني العتيقة التي تذكرها بجلسات فاس وأعراس فاس وتقاليد استعمال بعض الأواني التي أرسلت لنا بعض صورها، مثل سطلة المعدن البيضاء التي كان يقدم فيها الحليب للعروس في اليوم الموالي لزفافها (أو التي توضع مملوءة بالماء أثناء تلاوة الأذكار للتبرك بالطاقة الإيجابية التي تبثها الأذكارفي الماء) كما أعطتنا نظرة عن مختلف الصور التي قدمتها ولا سيما لوحة حفظ القرآن وشمعة مولاء ادريس التي قدمت في بيت جدتها أثناء حفل عيساوة ، والمحفظة الجلدية التي ورثتها عن جدها .
وفي نفس الاتجاه أعربت مليكة غبار عن ولعها واهتمامها بالأواني العتيقة التي منها ما أهداه إياها بعض أفراد العائلة الصواني وكؤوس الشاي والرحى وقطاعة الحشيش (الكيف)، وأنها تتوفر على قسط لا بأس به من الأواني العتيقة أهدته لها حماتها حين أدركت أنها ستعطيها قيمتها الحقيقية بالحفاظ عليها ( مثل أواني تقديم الحساء والأواني تحضير الشاي (الفنايق) وآلة الخياطة وأواني الطبخ…الخ. كما أن الكثير من الأواني والتحف التي تتوفر عليها أواني مهداة من طرف صديقاتها وأصدقائها لأنهم يعرفون أن أجمل هدية هي تلك التي تحمل تاريخها في ذاتها بالإضافة إلى تلك التحف التي تقتنيها خلال زيارتها لبعض المدن وبعض الأسواق داخل المغرب وخارجه مثل مقص عبيدات الرمى الذي اقتنته من رئيس إحدى المجموعات المشهورة بالفقيه بن صالح.
ثم حدثتنا السيدة لطيفة عن أهمية الحفاظ على التحف بشتى أنواعها كذاكرة جماعية وأن عشقها للثقافة المغربية جعلها تجهز بيت ابنتها بمونريا ل بطريقة مغربية تقليدية مبرزة دور المرأة في حفظ الذاكرة، كما عبرت عن إعجابها بفكرة توظيف الأواني العتيقة بطريقة عملية عن طريق تعويض استعمالها الأول باستعمال يلائم الواقع الحالي.
وقد عبرت السيدة لطيفة حليم العلوي عن أسفها لتعذر الحضور على السيدة لطيفة الابراهيمي لأنها تملك تحفا جميلة جدا يمكن أن تغني متحفنا الافتراضي.
وقبيل الختام اقترحت السيدة لطيفة تغيير وتيرة اللقاءات من مرة في الأسبوع خلال شهر رمضان إلى الخميس الأخير من كل شهر وعليه سيكون موعد لقاء غرفة صديقات العمر يوم الخميس 25 يونيو 2020 على أن يتم تحديد التوقيت في وقت لاحق.