بقلم الناقد والشاعر أ لطفي عبد الواحد/تونس
صوت اخر من الأصوات الغنائية الجميلة يغادرنا ليبقى راسخا في ذاكرة الأجيال والذاكرة الفنية التونسية الأصيلة إنّه صوت المطربة الكبيرة زهيرة سالم البراهمي اصيلة مدينة باجة المدينة التي غنت لها اغنية من أجمل الاغاني التونسية الوطنية وهي اغنية باجة بلاد المندرة والصابة. زهيرة سالم وافاها الاجل المحتوم بعد صراع مع المرض اليوم الأحد 27 ديسمبر 2020 وتونس لاتزال تعيش على وقع وفاة إحدى مطربات جيلها العظيم المطربة التونسية نعمة.
وزهيرة سالم من المطربات التونسيات المتميزات بجمال الصوت كان لها رحمها الله الحضور الفني الكبير في الحفلات والمهرجانات وفي العهدين السابقين بالخصوص وان لم تجد في هذه الفترة من تاريخ بلادنا مثل اغلب فنانات جيلهانفس الحضوة والحضور الجيّدين خاصّة في الإذاعات والتلفزات بسبب هيمنة الأنماط الموسيقية الجديدة والتي يفتقر اغلبها للطابع التونسي الصميم وفي رصيد هذه المطربة ما يقارب الخمسمائة اغنية لملحنين ومؤلفين كبار من تونس وبعض الدول العربية وهي اغان متنوعة المواضيع منها العاطفية والوطنية والدينية لايزال المولعون بصوتها وغنائها يردّدونها ويتفاعلون معها في كلّ المناسبات لقربها من وجدانهم وروحهم التونسية الراقية والمتميزة.
رحم الله المطربة زهيرة سالم الرحمة الواسعة التي تليق بمقامها جزاء لها على ما قدمته من جهود جبارة خدمة الأغنية التونسية وعلى ما بعثته في نفوس التونسيين من أحاسيس جميلة خلال مسيرتها الفنية ضمن جيل كامل من أجيال الموسيقى والغناء في تونس نعتز به أيما اعتزاز ونعدّه مفخرة للثقافة والفن في وطننا وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم إلى عائلة هذه الفنانة وكل أفراد العائلة الفنية ولجميع التونسيين بأصدق التعازي في فقدان مطربة كبيرة سيبقى صوتها بلا شك مرتفعا وخالدا في الذاكرة فالفن الأصيل الصادق هو الوحيد الذي يفرض وجوده وخلوده متحدّيا كلّ الأزمنة وكلّ الأمكنة..