كتبت/ أستاذة لطيفة الغراس
اعترافا بمكانتها في ميدان الثقافة والإبداع ومن أجل ثقافة الاعتراف والوفاء،أقامت الأديبة لطيفة حليم بغرفة صديقات أجمل العمر،ليلة تأبين شارك فيها أدباء وأصدقاء وإعلاميون من منتريال والسعودية وإنجلترة والمغرب.
كان الرثاء بكل الكلمات المفعمة تقديرا وحبا لامرأة فتحت بيتها من أجل الارتقاء الفكري والثقافي وتبادل المعارف،وقد شاركت ابنتها سميرة برسالة حزينة مؤثرة.
القصيدة زهرة العبق،لا أعرف إن كان الزمان سيجود بمثلك ! كل عام يمضي أقول: سيخف ألمي،سأرى جليا وسأغوص في الماضي لأرقب كل مرحلة في حياتي معك وأرسم لك بورتريها،في كل عام أرى الجبل يكبر والصور تتراكم،وأراني صغيرة على الكتابة،فأنت الهرم الذي أتى بي إلى هذا العالم،والقصيدة التي ربتني وإخوتي،فأنت الصقر الجامح الذي حملنا عاليا فوق جناحيه حالما أحيانا،عارما داعما أحيانا،مفعما حبا حتى النخاع.
كيف أصنفك وأنت الأم والكاتبة والفنانة..؟
كيف أختزل عبر وريقات بورتريها لك يرسم مراحل عمر بكل زوابعه بكل الانجازات،كل النجاحات،كل التخصصات مع دور الأم،حيث كانت الإشراقة التي تدخل كل غرفة،فيزهر المكان والحب الذي يحل كل الصعاب،فيذوب هذا الدور الفيزيولوجي في الأدوار الأخرى،ويعطي زهرة القصيدة!
عندما أتطلع إلى كل تلك الإنجازات أجدني في حاجة إلى شجاعة أدبية وثقافية تساعدني على إيصال من هي زهرة في الحقيقة،كيف انعكس النور الإلاهي داخلها،ليفرز كل تلك العطاءات التي لم تنضب يوما؟ صحيح أن حبها للناس كان يحتوي العالم،لم يكن للمادة أي معنى في حياتها،كانت دائما تبحث في طرق تعاملها مع المحيط ومع الآخر عن كيف يرتبط الجمال بالجلال ،مظهر القدرة والجمال ومظهر اللطف والرحمة،فهي المتصوفة العاشقة للذات الإلهية،وهذا ما جعلها تقبل التحدي…….
يحزنني يا زهرتي الغالية كوني غير قادرة أن أوصل إلى كل من أحبك،كيف تفاعلت مع العالم على أرض الواقع وإلى أن نلتقي.
وإذْ أشجتنا كلمات سميرة ،فسيزداد حزننا بما نسجته الفنانة أفانين كبة من دموعها.