• الرئيسية
  • أخبار ثقافية
  • مقالات و آراء
  • شعر
  • سرديات
  • سمفونيات بريشة و قلم
  • ومضات و بشرى
  • فيديو
الثلاثاء, 20 مايو, 2025
بلا أسوار
  • الرئيسية
  • أخبار ثقافية
  • مقالات و آراء
  • شعر
  • سرديات
  • سمفونيات بريشة و قلم
  • ومضات و بشرى
  • فيديو
No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار ثقافية
  • مقالات و آراء
  • شعر
  • سرديات
  • سمفونيات بريشة و قلم
  • ومضات و بشرى
  • فيديو
No Result
View All Result
No Result
View All Result
بلا أسوار
Home سرديات

عرائس القصب

2021-03-15
in سرديات
Reading Time: 1min read
0
الفصل الخامس رواية أم.com “الموضة”

بقلم: زهرة أمهو

 

تكاد يامنة تلفظ أنفاسها الأخيرة. تخطت الموت عدة مرات. غير أن خوف الأم من الفضيحة كلفها جهدا جبارا لكي لا تخرج الأمور عن سيطرتها.. فكثافة الخيط الأحمر العنيد، الذي لم يغير مجراه ارتعاش الفخذ الضامر، لا تبشر بخير؛ ولم تترك لا نبتة عشبية ولا مشروبا مقويا إلا وأفرغته غصبا في حنجرة الصبية عّلها تسيطر على ارتعاشات الجسد النحيل، ويامنة تأبى التخلص من خرقة كانت تشد عليها نواجذها، مصدرة صريرا يشبه عواء جرو جريح، فقد تكالب العرق والحمى ليزيدا محنتها، وظهرها شحذت سكاكين لعينة لتقطعه إربا، وجاثوم صخرة يرزح على صدرها، تتقطع أنفاسها، تشهق، تلفظ الخرقة، تصطك أسنانها، تغمض عينيها، تستسلم…
– هيا ادفعي، يامنة، أكاد ألمسه بيدي، لا…لا…إياك أن تلميها…افتحي…افتحي… دفعة واحدة أخرى، هيا…
تجحظ عيناها، تغمضهما، تطلق صرخة مدوية…
وأخيرا برز الرأس الصغير.
وفيما يشبه جذبة طائر مذبوح، وضعت يامنة مولودها البكر.
وبطرف عود قصب[i]، قطعت للا رقية الحبل السري، وأفرغت الماء الساخن في إناء حديدي كبير. وشرعت تنظف النفساء، مُمَرِّرة سائلا برتقالي اللون على كافة الجسد المرتجف وهنا. ثم حملت الصغير الصارخ وردِمته بمسحوق أخضر، ثم لفَّته في قطعة قماش قدّتها للتو من ثوب ستارة قديمة. وأخيرا، قذفته في حضن يامنة:
– أرضِعيه! قبل أن يفضحنا صراخه.. عندها، لن تكف الدّيَكة عن الصياح بحكايتنا.
صرخت فيها بصوت مخنوق، زادت من حدة نبرته ما أن لاحظت أنها تتلكأ في الامتثال:
– أسرعي، هيا! وإلا خنقته بيدي..
– ما نعرف يا يمّا…!
وبعينين جاحظتين خوفا، وألم المخاض ينشر رحمها نشرا، جالت ببصرها تتأمل قطعة اللحم الصارخة، أطرافها الصغيرة المتحركة بعصبية تدغدغ حضنها، ولا تعرف كيف تحملها نحو صدرها دون أن تُفلتِها أو تخنقها بين ثنايا الأقمشة الكثيرة التي لفّتها حولها أمها منذ برهة علها تُدفئها.
-إفَتْحي قشابك! … أو..لا.. انتظري…! يا بسم الله!
ودون أن يكف لسانها عن البسملة، دنت منها، وأدخلت يدها اليمنى عبر الياقة الضيقة للقفطان وأخرجت بصعوبة ثديا، على صغر حجمه بدا ممتلأ. ثم حضَن كفّها الأيسر رأس المولود ذي الفم المفتوح كمنقار فرخ جائع. وعلى مهل، دفعته وألصقت المنقار بالصدر الضامر. فنّدت عنها حركة مصعوق، وعضّت شفتها السفلى تكتم صرخة ألم:
– هدئي من روعك! ليس سهلا أن تكوني أُمّا .. انتهى زمن اللعب بعرائسك القصب ..!
وبقيت نظرات يامنة معلّقة بتلك التي كانت تقف فوق رأسها وقفة ملك الموت، عيناها الواسعتان تشيان بالكثير.. شلاّل من الغضب علق في شَرَكِ شفاهها، واستعصت الكلمات عن ترجمة سؤال: ” والآن، من سيلعب دَوْرَ الأم لعرائسي القصب..؟.”
كما الخوف أخرس لسانها، الثدي كتم صراخ الرضيع. فشرع يحرك شفتيه الدقيقتين، يشحذ لسانه الصغير ليمص بنهم حَلَمة ثديها الغير مكتمل النمو. فأحست دغدغة لذيذة أنستها المعاول التي كانت تفتك بأحشائها. ومستمتعة، تعتري محياها الممتقع مسحة رضا، خفضت نظرها، واستغرقت طويلا في تأملها لذاك المخلوق المتشبث بصدرها كما يتشبث الغريق بقشة. وغرقت في تأملها مسُحوبة في بحر من التيه، أفقدها الاحساس بذاك الكائن الوردي الضئيل المستمر في مص صدرها.. أفكارها وروحها.. وكأن الزمن قد توقف في لحظة معينة.
فقبل أشهر خلت، درءا لعار الفضيحة، حبست للا رقية يامنة بغرفة مظلمة بالسطح، بمنأى عن العيون المتلصصة. إذ، ما أن برزت البطن واستدارت بما يكفي لتستثير فضول الألسنة، كفّ الأب عن زيارة غرفتها حيث كان يشاركها اللعب بعرائسها القصب.

[i] إشارة إلى عادة قطع السرة بواسطة عود القصب في بعض المناطق المغربية

ADVERTISEMENT

 

Previous Post

هلوسات ذات يانعة ، حينما توقد نار الإحتراق في جسد من طين لازب قراءة في عتبات ” هذيان الحطب للشاعرة السورية ” ريم البياتي “

Next Post

قصيدة: الكلماتُ تتهيأ للحب .. الكلمات تتبرج للموت

Related Posts

فراشات لم تكتمل
سرديات

فراشات لم تكتمل

2021-03-29
0
قصيدة: حين يأخذني الزمان
سرديات

لغة الكيان الصامت

2021-03-29
0
في ركن منزوٍ ، حيث يغدو الانزواء فضيلة لا تُنال.
سرديات

في ركن منزوٍ ، حيث يغدو الانزواء فضيلة لا تُنال.

2021-03-29
0
قصة: لعنة المتزوجين
سرديات

قصة قصيرة: المتسول والجارة

2021-03-15
0
طيف ابتسامة…!
سرديات

رنينٌ يحبسُ الأنفاس

2021-03-15
0
رواية بائع اللبن الجزء الأول
سرديات

رواية بائع اللبن الجزء السادس

2021-03-15
0
Next Post
قصيدة: الكلماتُ تتهيأ للحب .. الكلمات تتبرج للموت

قصيدة: الكلماتُ تتهيأ للحب .. الكلمات تتبرج للموت

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أوافق على البنود والشروط و سياسة الخصوصية .

بلا أسوار

© 2020 بلا أسوار - مجلة إلكترونية جميع الحقوق محفوظة.

  • للإتصال بنا
  • من نحن
  • للنشر على الموقع
  • Impressum
  • Datenschutz

تابعنا

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • أخبار ثقافية
  • مقالات و آراء
  • شعر
  • سرديات
  • سمفونيات بريشة و قلم
  • ومضات و بشرى
  • فيديو
  • من نحن
  • للإتصال بنا

© 2020 بلا أسوار - مجلة إلكترونية جميع الحقوق محفوظة.

نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان أن نقدم لك أفضل تجربة على موقعنا. إذا استمر استخدام هذا الموقع ، فسنفترض أنك تقبل بذلك.. قم بزيارة سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط.